(وَآخِرٌ) الآخر خلاف الأول نقيضه ضده، (وَآخِرٌ) أي: حرفٌ آخرٌ كائنٌ (لَهُ) أي: المضارع مطلقًا سواء كان مبنيًا للمعلوم أو كان مبنيًا للمجهول، فلا فرق حينئذٍ من حيث العمل، الفعل المضارع يستوي، يفترقان في بعض الأحكام المتعلقة ببنية الحروف، وأما من حيث العمل كونه معربًا أو مبنيًا فلا فرق بين المبني للمعلوم والمبني للمجهول، (وَآخِرٌ) قلنا هذا مبتدأ أي حرفٌ آخرٌ نعتٌ لمنعوتٍ محذوف (لَهُ) كائنٌ له أي: المضارع سواءٌ كان معلومًا أو مجهولاً كائنٌ له، (بِمُقْتَضَى العَمَلْ) وآخرٌ بمقتضى العمل، (آخِرٌ) ثابتٌ وحاصلٌ بمقتضى العمل، إذًا (بِمُقْتَضَى) جارٌ مجرور متعلق بمحذوف الخبر مبتدأ، (آخِرٌ) مبتدأ خبره (بِمُقْتَضَى العَمَلْ)، (مُقْتَضَى) مضاف والعملِ الأصل فيه الكسر مضافٌ إليه والإضافة للبيانِ هنا، (مِنْ رَّفْعٍ) يعني: بين العمل حالة كونه (مِنْ رَّفْعٍ) فيُرفع الحرف الآخر لأن العمل يقتضي ذلك، فإذا جُرِّدَ الفعل المضارع المبني للمجهول أو للمعلوم عن ناصبٍ وجازمٍ، حينئذٍ ارتفع الفعل المضارع، والعامل فيه هو التجرد (مِنْ رَّفْعٍ) سواءٌ كان رفعًا بحركة أو بحرفٍ أو (اوْ نَصْبٍ) كذلك بحركةٍ أو بحرفٍ، صحيح بحركةٍ أو حرفٍ؟ نعم أو حرفٍ لكن بحذفه لا بثبوته وذلك إذا تقدم عليه ناصبٌ أن، ولن، وإذًا، وكي، سواءٌ كان أن مضمرة أو كانت ظاهرةً (كَذَا جَزْمٌ حَصَلْ) مثل ذا المذكور من الرفع والنصب يكون الآخر مجزومًا في الكون من العمل هذا خبرٌ مقدم و (جَزْمٌ) مبتدأٌ مؤخر، كذلك جزمٌ بحذف حركة أو بحذف حرفٍ (حَصَلْ) الجزم، والجملة نعتٌ للجزم، كذا جزمٌ حاصل (كَذَا جَزْمٌ حَصَلْ) إذًا آخر الفعل المضارع معلومًا أو مبنيًا للمجهول يكون بمقتضى العمل، إن كان العمل يقتضي الرفع رُفِعَ إما بحركة أو بحرف، إن كان سُبِقَ بناصبٍ حينئذٍ نقول: آخره منصوب إما بحركة أو بحرف.

وثالثًا: إن كان سبقه جازمٌ لم، ولَمَّا .. إلى آخر ما ذكر، فحينئذٍ نقول هذا مجزومٌ وهو حكم الآخر، وهذا من باب الاستطراد والتتميم.

ثم قال رحمه الله تعالى:

أَمْرٌ وَنَهْيٌ إِن بِهِ لاَمًا تَصِلْ ... أَوْلاَ وَسَكِّنْ إِنْ يَّصِحَّ كَلْتَمِل

وَالآخِرَ احْذِفْ إنْ يُّعَلْ كَالنُّوْنِ فِي ... أَمْثِلَةٍ وَنُوْنُ نِسْوَةٍ تَفِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015