أَكثر وَلَيْسَ بسائس من خص بحزمه بعض ملكه وَمثل الْعَارِض الْبعيد إِذا لم يسْتَدرك عَاجلا كَمثل الْعُضْو يسقم من الْبدن فَإِن تلوفي وَإِلَّا سرى فَسَاده فِي الْجَسَد
وَلَا يكونن الْملك لشَيْء أنكر مِنْهُ لرشا الْعمَّال وَالْأَصْحَاب فَإِنَّهَا أس الْجور وَالْفساد وَصَلَاح الْأَطْرَاف الْبَعِيدَة لشئيين رفع الْحجاب للمتظلمين وَبَعثه فِي كل وَقت الْأُمَنَاء الثِّقَات المتعرفين
وَمِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ وَقد مر نبذ مِنْهُ تعهد ذَوي الأخطار وَالْعُلَمَاء وَأهل الْأَبْوَاب بالتقريب واختصاص الْوَاحِد مِنْهُم بعد الْوَاحِد بالتأنيس وَالْإِكْرَام والمؤاكلة والمنادمة وَلَا يَجْعَل أنسه كُله مَقْصُورا على خاصته وَليكن مَا يَفْعَله من أَمر هَؤُلَاءِ الأماثل بددا غير مَحْصُور وَالْغَرَض فِيهِ الإيناس وَإِزَالَة النفور
ثمَّ إِحْسَان مجاورة جِيرَانه فِي الممالك الَّتِي تلِي مَمْلَكَته فحاله مَعَهم كَحال الْوَاحِد من السوقة مَعَ جِيرَانه لما أسست عَلَيْهِ الدُّنْيَا من الْحَاجة إِلَى التعاضد
وَأَن يُبَالغ فِي بر الواردين عَلَيْهِ من رسلهم وَأَن يتصنع لَهُم بتفخيم مَجْلِسه وَإِظْهَار جماله وزينته ومظاهرة بره لَهُم وتكرمته
وَالله الله وَأَن يُطِيل حَبسهم عِنْده فَفِي ذَلِك من الْفساد مَا يطول شَرحه والمدة