بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
حق على من رسم رسما فِي السياسة أَن يَجعله فِي غَايَة الِاخْتِصَار لِأَن الْمَقْصُود بفائدته العظماء وهم مخصوصون بِكَثْرَة الأشغال والتسرع إِلَى الضلال على أَن أفضل مَا فِي النَّاس عُمُوما وَفِي السُّلْطَان خُصُوصا محبَّة الْعلم والتشوق إِلَى استماعه والتقريب لجملته فَإِن ذَلِك دَلِيل على قُوَّة الإنسانية وَمن أعظم مَا يتحبب بِهِ إِلَى الرّعية ثمَّ فِيهِ مَعَ ذَلِك استعراض للتجارب والاستعداد للنوائب إِذْ كَانَت أَخْبَار الْأَوَّلين تدل على آراء تجلت لَهُم أوائلها واحتجبت عَنْهُم عواقبها وَنحن بتأملنا مَا آلت إِلَيْهِ أُمُورهم وأثمر لَهُم تدبيرهم نعلم من آرائهم الأول وَالْآخر والهوادي والصدور
والسياسات ثَلَاث سياسة السُّلْطَان لنَفسِهِ وسياسته