بَاب سياسة الْخَاصَّة
اعْلَم أَن سياسة الْخَاصَّة لَيست كسياسة الْعَامَّة لِأَن سياسة الْعَامَّة استحفاظ طاعتها وَإِقَامَة الرَّغْبَة والرهبة فهيا وإفاضة المعدلة عَلَيْهَا من غير أَن يحدث نَفسه إلزامها الْآدَاب الصَّالِحَة فَإِن ذَلِك عسير لَا يرام
لَكِن الْخَاصَّة يجب أَن يعتني بإصلاح أخلاقها وتهذيب آدابها لتقوى على حُقُوق الْخدمَة الَّتِي تلزمها
وَإِذا كَانَ للرئيس فَهِيَ كالأعضاء للبدن فَمَتَى لم تكن الْأَعْضَاء على الْهَيْئَة الفاضلة أَو عرض لَهَا أَمر يثني كلهَا أَو بَعْضهَا عَن فعله الْأَصْلِيّ الموظف لَهُ وَقع الِاضْطِرَاب فِي جملَة الْبدن
وَأول مَا يجب اعْتِقَاده فِي هَذَا الْبَاب أَن السائس لَا يَسْتَغْنِي عَن تعقيف خاصته وتفقد أَحْوَالهم وتقويم زيفهم وَإِن كَانُوا حصفاء أسداد مثله فِي ذَلِك كالصانع الَّذِي يحْتَاج فِي صنعه إِلَى آلَات وَتلك الْآلَات