لَا يجوز أَن تبقى على حَالهَا مُسْتَقِيمَة بل مِنْهَا مَا يكل فيشحذه ويعوج فيقومه وَيفْسد فَيُصْلِحهُ
وَكَذَلِكَ السائس يجب أَن تكون لَهُ عين راعية تتفقد أَصْحَابه ليتلطف فِي تثبيت صَلَاحهمْ وَنفي فسادهم بِمَا يتهيأ
وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي هَذَا الْمَعْنى أَن لَا يعْتَقد أَنه اسْتغنى أَو استكفى كَافِيا أمرا يهمه فقد اسْتغنى عَن تفقده وتعهده
بل يجب أَن يتَصَوَّر أَنه مُضْطَر إِلَى مراعاته وملاحظته بِنَفسِهِ كالأستاذ فِي الصَّنْعَة الَّذِي يكل إِلَى تلاميذه مَا يصنعونه إِلَّا أَنه يراعيهم ليأمن خللا يجْرِي فِيهِ
وَهَذَا أصل عَظِيم يَنْبَغِي أَن يُوقف الْفِكر عَلَيْهِ والاهتمام بِهِ
وَيجب أَن يستخدم خواصة على المخالصة والمحبة الصّرْف بِلَا مزاح وَطَرِيقه أَن يسْتَعْمل مَعَهم أَربع خِصَال
أَولهَا الْإِحْسَان إِلَيْهِم فقد جبلت الْقُلُوب على حب من أحسن إِلَيْهَا
وَأَن يتفقد أَحْوَالهم فيرم شعثها ابْتِدَاء قبل الْمَسْأَلَة ليدل على خلوص الاهتمام ولطف الْعِنَايَة فَإِن قَلِيل الِابْتِدَاء أهنأ وَأحسن موقعا من كثير