وَشَيخنَا سراج الدّين عمر بن الملقن وبرع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والْحَدِيث والعربية وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَسمع على شُيُوخنَا عدَّة كتب وناب فِي الحكم عَن ابْن المغلي ثمَّ ولي الْقَضَاء مُسْتقِلّا عدَّة سِنِين حَتَّى مَاتَ ودرس فِي عدَّة مَوَاضِع وَلم يخلف فِي الْحَنَابِلَة بعده مثله وَلَا أعلم فِيهِ مَا يعاب بِهِ لِكَثْرَة نُسكه ومتابعته للسّنة إِلَّا أَنه ولي الْقَضَاء فَالله تَعَالَى يرضى عَنهُ أخصامه. وَمَات الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن بوالي بِدِمَشْق فِي سَابِع عشره وَقد ولي أستاداراً فِي الْأَيَّام المؤيدية شيخ ثمَّ إستمر أستادارًا بِدِمَشْق وَهُوَ مَعْدُود من الظلمَة. وَمَات القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن عِيسَى الْحَنْبَلِيّ أحد نواب الحكم بِالْقَاهِرَةِ فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشر جمادي الأولى وَقد رَأس وشكرت سيرته وإشتهر بالعفة. وَمَات أَمِين الدّين عبد الله بن سعد الدّين أبي الْفرج بن تَاج الدّين مُوسَى فِي يَوْم الْأَحَد ثَالِث جمادي الْآخِرَة وَكَانَت لَهُ رياسة ضخمة فِي أَيَّام أَبِيه سعد الدّين نَاظر الْخَاص وَتَوَلَّى بعده نظر الإصطبل ثمَّ إنحط قدره وتكسح وَعرف بِصُحْبَة جمَاعَة من أهل الدول فَإِذا دخل إِلَيْهِم خدمه حَتَّى يجلس ثمَّ يحملوه إِذا ركب وَحج غير مرّة وشاهدته وَهُوَ مَحْمُول يطوف بِالْبَيْتِ وَمَات الْأَمِير سيف الدّين الطنبغا المرقبي فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ عَاشر شهر رَجَب وَهُوَ من جملَة المؤيدية عمله الْمُؤَيد شيخ فِي أَيَّام تِلْكَ الْفِتَن بقلعة المرقب من عمل طرابلس فَأَقَامَ بهَا مُدَّة فَعرف بَينهم بالمرقبي فَلَمَّا تسلطن رقاه حَتَّى صَار أَمِير مائَة مقدم ألف حَاجِب الْحجاب ثمَّ حمل بعد موت الْمُؤَيد طول الْأَيَّام الأشرفية وتلاشت أَحْوَاله. فَلَمَّا كَانَت أَيَّام السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر جقمق إنتعش وَصَارَ من جملَة الْأُمَرَاء الألوف حَتَّى مَاتَ بهَا. وَمَات زين الدّين قَاسم بن البشتكي فِي يَوْم السبت ثامن رَجَب بِنَاحِيَة يبنا من عمل فلسطين وَلم يدْفن إِلَّا فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ عاشره وَكَانَ حشمًا سريًا فخوراً لَهُ ثراء