وَمَات الشَّيْخ نور الدّين على بن عمر بن حسن بن حُسَيْن التلواني فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثَالِث عشْرين ذِي الْقعدَة وَقد أناف على الثَّمَانِينَ وأصل آبَائِهِ من بِلَاد الْمغرب وَسكن أَبوهُ نَاحيَة جروان وأقرأ الْأَطْفَال الْقُرْآن. ثمَّ تحول إِلَى تلوانه وَولد لَهُ بهَا عَليّ وَغَيره ثمَّ قدم على الْقَاهِرَة وتفقه على مَذْهَب الإِمَام الشَّافِعِي رَحمَه الله حَتَّى درس وَأفْتى وَولي مشيخة الخانقاه الركنية بيبرس ثمَّ عزل عَنْهَا وَولي تدريس الْمدرسَة الناصرية بجوار قبَّة الإِمَام الشَّافِعِي من القرافة مُدَّة سِنِين. وَكَانَ دينا خيرا لَهُ مُرُوءَة وَفِيه قُوَّة وَله أفضال رَحمَه الله. وَمَات الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن عمار مُحَمَّد الْمَالِكِي فِي يَوْم السبت رَابِع عشر شهر ذِي الْحجَّة عَن نَيف وَثَمَانِينَ سنة وَقد كتب على الْفَتْوَى ودرس وَصَارَ مِمَّن يعْتَقد فِيهِ الْخَبَر. وَمَات الرئيس إِبْرَاهِيم بن فرج الله بن عبد الْكَافِي الإسرائيلي الْيَهُودِيّ الدَّاودِيّ العافاني فِي يَوْم الْجُمُعَة عشْرين ذِي الْحجَّة وَقد أناف على السّبْعين وَلم يخلف بعده من يهود مصر مثله فِي كَثْرَة حفظ نُصُوص التوارة وَكتب الْأَنْبِيَاء وَفِي تنسكه فِي دينه مَعَ حسن علاجه لمعرفته بالطب وتكسبه بِهِ. وَكَانَ يقر بنبوة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويجهر بِأَنَّهُ رَسُول إِلَى الْعَرَب وَيَقُول فِي الْمَسِيح عِيسَى بن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّه صدق وَهَذَا خلاف مَا يَقُوله الْيَهُود لعنهم الله وخزاهم فَمَا أَكثر طعنهم فِي أَنْبيَاء الله وَرُسُله على مَا وقفت عَلَيْهِ من أَقْوَالهم من كتبهمْ. وَمَات شهَاب الدّين أَبى الْعَبَّاس أَحْمد بن صَالح بن تَاج الدّين الْمحلي الشَّافِعِي فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشر ذِي الْحجَّة وَكَانَ فَاضلا فِي الْفِقْه والفرائض والنحو وَله سلوك ونسك وَلِلنَّاسِ فِيهِ إعتقاد ودرس وخطب مُدَّة رَحمَه الله تَعَالَى.