ذَلِك أَنَّهَا حكم شَرْعِي فيا لله مَا أخوفني من سوء عَاقِبَة هَذِه الْأَحْكَام وَللَّه در الْقَائِل: فويل ثمَّ ويل ثمَّ ويل لقَاضِي الأَرْض من قَاضِي السَّمَاء شهر جمادي الْآخِرَة أهل بِيَوْم الْجُمُعَة: وَأهل النواحي مشغولون بزراعة الْأَرَاضِي. وَفِي يَوْم السبت ثَانِيه: ضرب شهَاب الدّين أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عُثْمَان الكوراني الشَّافِعِي ورسم بنفيه. وَكَانَ من خَبره أَنه قدم إِلَى الْقَاهِرَة قبيل سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة وَهُوَ فِي فاقة فاستدناه الْمقر الكمالي مُحَمَّد بن الْبَارِزِيّ كَاتب السِّرّ ووالي إحسانه عَلَيْهِ فتعرف بِالنَّاسِ وَتردد إِلَى الْأُمَرَاء وإختص بِالْقَاضِي زين الدّين عبد الباسط وَصَارَت لَهُ وظائف ومرتبات وَتردد إِلَى السُّلْطَان وَعرف بالفضيلة فَصَارَ لَهُ أَعدَاء وإتفق أَن كَانَت بَينه وَبَين شخص من الْحَنَفِيَّة تعصب بِسَبَبِهَا على الكوراني جمَاعَة وَكَأَنَّهُ طاش فِي رياسته ونقم السُّلْطَان وَغَيره عَلَيْهِ أَشْيَاء ساعدهم فِيهَا سوء الْمَقْدُور عَلَيْهِ حَتَّى أهين فِي مجْلِس السُّلْطَان بِحَضْرَة الْقُضَاة وأخرجت وظائف لغيره وَنفي إِلَى دمشق ثمَّ أخرج مِنْهَا وَقد عزم على الْحَج إِلَى جِهَة حلب فَلم يشعروا بِهِ إِلَّا وَقد وصل إِلَى الطّور فرسم عَلَيْهِ وَأخرج من الطّور إِلَى الشَّام ورسم أَن يعدى بِهِ من الْفُرَات وَكثر ذامه لسوء حَظه وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه. وَفِي ثالثه: إستقلت رسل شاه رخ بِالْمَسِيرِ إِلَى بِلَادهمْ بِجَوَاب كِتَابه والهدية الْمَذْكُورَة. وَفِيه نُودي من كَانَت لَهُ مظْلمَة فَعَلَيهِ بِالْوُقُوفِ للسُّلْطَان فِي يومي الثُّلَاثَاء والسبت. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ رابعه: خلع الْأَمِير تمرباي رَأس نوبَة النوب، وَاسْتقر أَمِير الْحَاج.