وجرح من الفرنج كثير فَلَمَّا خلص الْمُسلمُونَ بعد جهد مروا بقرية من قرى رودس فَقتلُوا وأسروا ونهبوا مَا فِيهَا وَقدمُوا دمياط ثمَّ ركبُوا النّيل الى الْقَاهِرَة وأسفر وَجه الْأُمَرَاء أَنهم لم يكن لَهُم طَاقَة بِأَهْل رودس. وَفِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث عشرينه: سَقَطت قنطرة بَاب الْبَحْر خَارج الْقَاهِرَة وَهلك طَائِفَة مِمَّن كَانَ عَلَيْهَا. وَفِي يَوْم السبت خَامِس عشرينه: ورد جَوَاب السَّيِّد الشريف بَرَكَات بن حسن بن عجلَان أَمِير مَكَّة المشرفة الَّذِي جهز إِلَيْهِ بِحُضُورِهِ يتَضَمَّن أَنه تجهز للقدوم وَدخل الْمَسْجِد الْحَرَام ليطوف طواف الْوَدَاع فَتعلق بِهِ التُّجَّار وَجَمَاعَة المجاورين وَأهل مَكَّة يسألونه ويرغبون إِلَيْهِ فِي أَن يُقيم وَلَا يُسَافر فَإِنَّهُ حَتَّى سَافر لَا يأمنون على أنفسهم وَأَنه بِعرْض ذَلِك على الآراء الشَّرِيفَة فَإِن إقتضت أَن يحضر حضر وَإِن إقتضت أَن يُقيم أَقَامَ وَورد قرين مطالعته مطالعة الْأَمِير سودون المحمدي الْمُقِيم بِمَكَّة يُشِير بِأَن الْمصلحَة فِي إِقَامَة الشريف وَعدم سَفَره فَبعد اللتيا واللتي أذن لَهُ فِي الْإِقَامَة وأعفي من الْحُضُور على أَن يحمل عشرَة آلَاف دِينَار وجهز لَهُ تشريف. وقِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشرينه: خلع على خواجا كلال رَسُول القان شاه رخ خلعة السّفر وَقد إعتني بهَا عناية لم تتقدم مثلهَا لرَسُول وَهِي حَرِير مخمل بِوَجْهَيْنِ وطراز زركش فِيهِ خمس مائَة مِثْقَال من الذَّهَب وأركب فرسا بسرج ذهب وكنفوش ذهب فِيهَا ألف دِينَار ذَهَبا وجهزت صحبته هَدِيَّة مَا بَين ثِيَاب حَرِير سكندري وسرج وكنفوش ذهب وسيوف مغلفة بِذَهَب وَغير ذَلِك مِمَّا تبلغ قميته سَبْعَة آلَاف دِينَار سوى الْهَدِيَّة الْمَذْكُورَة. وَفِي هَذَا الشَّهْر: ادعِي على يَهُودِيّ متزوج أَنه زنى ليهودية فعني بِهِ بعض خَواص السُّلْطَان حَتَّى حكم لَهُ بعض نواب الْقَضَاء الْحَنَفِيَّة بِرَفْع الرَّجْم عَنهُ. وَنفذ حكمه من عداهُ من الْقُضَاة الَّذين مَذْهَبهم رجمه فَكَانَ هَذَا من شنيع مَا حكم بِهِ زَمنا. وَهُوَ وَإِن كَانَ مَذْهَب الْحَنَفِيَّة أَن الْكِتَابِيّ المتزوج لَا يرْجم فَإِنَّهُ لم يحكم بِهِ قَاض فِيمَا أدركناه لَكِن حكم بعض نواب الْقُضَاة الْحَنَفِيَّة فِي الْأَيَّام الأشرفية برسباى بشنعاء وَقد ضرب الْعَفِيف النَّصْرَانِي بِحَضْرَة السُّلْطَان حَتَّى أظهر الْإِسْلَام. وَكَانَ لَهُ أَوْلَاد بالغون فكره إسْلَامهمْ وَخَافَ أَن يكرهوا عَلَيْهِ فَرغب إِلَى من حكم لَهُ ببقائهم على النَّصْرَانِيَّة وَأَن لَا يدخلُوا فِي دين الْإِسْلَام فجَاء من حكمه بطامة لم يعْص الله بأقبح مِنْهَا وعدت مَعَ