قدمت الْهَدِيَّة وهى مائَة فص فيروزج وَإِحْدَى وَثَمَانُونَ قِطْعَة من الْحَرِير وعدة ثِيَاب وفرو ومسك وَثَلَاثُونَ بختيًا من الْجمال وَغير ذَلِك مِمَّا تبلغ قِيمَته خَمْسَة آلَاف دِينَار ثمَّ قدمت هَدِيَّة جوكى بن القان وَكتابه وأعيد الرُّسُل إِلَى منزلهم وَأجْرِي لَهُم من المأكل والحلوى والفاكهة وَالْمَال مَا عمهم ثمَّ قلعت الزِّينَة فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سلخه وَكَانَ النَّاس قد تفننوا فِي أُمُور بديعة شهر جُمَادَى الأولى أهل بِيَوْم الْأَرْبَعَاء: وَمَاء النّيل أَخذ فِي النَّقْص وَالنَّاس قد شرعوا فِي زراعة الْأَرَاضِي. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سادسه: نُودي بِمَنْع النِّسَاء من الْخُرُوج إِلَى الشوارع والأسواق إِلَّا الْعَجَائِز والجواري فإمتنعن ثمَّ نُودي لَهُنَّ بِالْخرُوجِ إِلَى الْأَسْوَاق والشوارع من غير تبرج بزينة. وَفِي يَوْم الْخَمِيس تاسعه: خلع عَليّ شمس الدّين أبي الْمَنْصُور كَاتب اللالا وأعيد إِلَى نظر الاصطبل عوضا عَن ابْن القلانسي. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة عاشره: ورد الْخَبَر بنصرة الْغُزَاة المجردين على الفرنج. وَفِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشره: جمع السُّلْطَان الرُّسُل الواردين من القان بَين يَدَيْهِ على وَلِيمَة عَملهَا لَهُم ثمَّ خلع عَلَيْهِم ونزلوا فِي تجمل زَائِد. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ عشرينه: خلع على القَاضِي بدر الدّين أَبى المحاسن مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الشَّيْخ شرف الدّين عبد الْمُنعم الْبَغْدَادِيّ أحد نواب الْحَنَابِلَة وإستقر قَاضِي الْقُضَاة الْحَنَابِلَة عوضا عَن محب الدّين أَحْمد بن نصر الله بعد مَوته. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشرينه: قدم الْغُزَاة فِي الْبَحْر وَكَانَ من خبرهم أَنهم إنحدروا فِي النّيل من سَاحل بولاق إِلَى دمياط ثمَّ ركبُوا بَحر الْملح من دمياط وَسَارُوا فِي جَزِيرَة قبرس فَقَامَ لَهُم متملكها بزوادتهم ومروا إِلَيّ العلايا فَأَمَدَّهُمْ صَاحبهَا بطَائفَة فِي غرابين. ومضوا إِلَيّ رودس وَقد إستعد أَهلهَا لقتالهم فَكَانَت بَينهم محاربة طول يومهم لم يكن فِيهَا نصفه. وَقتل من الْمُسلمين إثنا عشر من المماليك وجرح كثير وَقتل