وَفِي يَوْم الْأَحَد سلخه وَهُوَ آخر أَيَّام النسيء: نُودي على النّيل بِزِيَادَة إِصْبَع لتتمة عشْرين ذِرَاعا إِلَّا إصبعًا وَاحِدًا وَهَذَا الْقدر من الزِّيَادَة فِي مثل هَذَا الْوَقْت من الشُّهُور القبطة كثير جدا وَهُوَ مِمَّا ينْدر وُقُوعه وَللَّه الْحَمد. وَفِيه كتب بإستقرار صَلَاح الدّين خَلِيل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سَابق الْحَمَوِيّ فِي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق عوضا عَن شهَاب الدّين أَحْمد بن زين الدّين عبد الرَّحْمَن العجلوني. شهر ربيع الآخر أَوله يَوْم الثُّلَاثَاء: فِيهِ وَقع الشُّرُوع فِي الاهتمام بملاقاة رسل القان معِين الدّين شاه رخ بن تيمور كركان ملك الْمشرق. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سابعه: خلع على قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين مَحْمُود الْعَيْنِيّ الْحَنَفِيّ وأعيد إِلَى حسبَة الْقَاهِرَة وَكَانَ مُنْذُ عزل عَن قَضَاء الْقُضَاة الْحَنَفِيَّة متوافرًا على مُبَاشرَة نظر الأحباس. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامنه: وَردت تقدمة ثَانِيَة من زين الدّين عبد الباسط من الْقُدس وَهِي ثَمَانِيَة أَفْرَاس وَمِائَة دِرْهَم مينًا فضَّة. وَفِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشرينه وخامس عشْرين توت: إنتهت زِيَادَة النّيل إِلَى أحد وَعشْرين إصبعًا من أحد وَعشْرين ذِرَاعا فَشَمَلَ الرّيّ الْأَرَاضِي وَعم بِهِ النَّفْع وَللَّه الْحَمد. وَفِي يَوْم السبت سادس عشرينه: قدم رسل شاه رخ إِلَى الْقَاهِرَة وَقد زينت الشوارع لقدومهم وَخرج الْمقَام الناصري ولد السُّلْطَان وعدة أُمَرَاء إِلَى لقائهم. وأجتمع النَّاس لرؤيتهم فَكَانَ يَوْمًا مشهودًا لم نعهد مثله لقدوم الرُّسُل فِي الدول الْمُتَقَدّمَة ثمَّ أنزلوا فِي دَار أعدت لَهُم ثمَّ توجهوا من دَارهم بِخَط بَين القصرين إِلَى القلعة فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثامن عشرينه وَالْمَدينَة مزينة بِأَحْسَن زِينَة والشموع وَغَيرهَا تشعل وَقد اجْتمع عَالم عَظِيم لرؤيتهم وأوقفت العساكر من تَحت القلعة إِلَى بَاب الْقصر فِي وَقت الْخدمَة فَلَمَّا مثل الرُّسُل بَين يَدي السُّلْطَان بِالْقصرِ قرئَ كتاب القان فَإِذا هُوَ يتَضَمَّن السَّلَام والتهنئة بجلوس السُّلْطَان على تخت الْملك وسرير السلطنة ثمَّ