الْقَاهِرَة لينشئ السُّلْطَان حولهَا بستاناً جَلِيلًا وَيجْعَل ذَلِك عوضا عَن قُصُور سريا قَوس ويسرح إِلَيْهَا كَمَا كَانَت سرحة سريا قَوس. وَفِي خامسه: سَافر قَاضِي الْقُضَاة عَلَاء الدّين عَليّ بن مغلي الْحَنْبَلِيّ إِلَى مدينته لينْظر فِي أَحْوَاله واستخلف على قَضَاء الْقُضَاة بعض ثقاته. وَفِي ثَالِث عشره: ابْتَدَأَ بالسلطان ألم تجدّد لَهُ من حبس الإراقة مَعَ مَا يَعْتَرِيه من ألم رجله. وَفِي سَابِع عشره: صرف الصاحب بدر الدّين بن نصر الله من أستادارية ابْن السُّلْطَان. وأقيم بدله جمال الدّين يُوسُف بن خضر بن صاروجا الْمَعْرُوف بالحجازي وَأَصله من الأكراد وَقدم الْقَاهِرَة وترقى حَتَّى عمل أستادارية الْأُمَرَاء فِي الْأَيَّام الناصرية فرج. وَتمكن عِنْد الْأَمِير طوغان الحسني الدوادار تمَكنا زَائِدا فَعظم قدره. ثمَّ لما قبض على طوغان فر إِلَى مَكَّة وَأقَام بهَا مُدَّة. ثمَّ حضر إِلَى الْقَاهِرَة وباشر الدواليب السُّلْطَانِيَّة بِالْوَجْهِ القبلي زَمَانا فنكبه الْأَمِير فَخر الدّين عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفرج وعاقبه وصادره ثمَّ أفرج عَنهُ فَلَزِمَ دَاره حَتَّى الْأَمِير أَبُو بكر الأستادار سعى جمال الدّين يُوسُف فِي الأستادارية فأخرق بِهِ الصاحب بدر الدّين بن نصر الله وَأَرَادَ الْقَبْض عَلَيْهِ فَلم يُمكنهُ السُّلْطَان مِنْهُ وعنى بِهِ ثمَّ ولاه بعد ذَلِك أستادارية وَلَده. وَفِي ثَانِي عشرينه: اشْتَدَّ بالسلطان الْأَلَم وتزايد بِهِ إِلَى يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشرينه نُودي فِي الْقَاهِرَة بِإِبْطَال مكس الْفَاكِهَة البلدية والمجلوبة وَهُوَ فِي كل سنة نَحْو سِتَّة آلَاف دِينَار سوى مَا يَأْخُذهُ القبط الكنبة والأعوان - وَيُقَارب ذَلِك - فَبَطل وَنقش ذَلِك على بَاب الْجَامِع المؤيدي. وَفِي هَذَا الشَّهْر: كثر الوباء بالإسكندرية والبحيرة وَكثر الإرجاف بحركة قرا يُوسُف إِلَى جِهَة الْبِلَاد الشامية. شهر جُمَادَى الأولى أَوله الْأَرْبَعَاء: وَفِي ثَانِيه: ركب السُّلْطَان - وَقد أبل من مَرضه - إِلَى خَارج الْقَاهِرَة وَعبر من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015