بَاب النَّصْر وَقد زينت الْمَدِينَة فَرحا بعافيته وأشعلت الشموع والقناديل فَمر إِلَى القلعة. وَفِي هَذِه الْأَيَّام: مرض الْمقَام الصارمي إِبْرَاهِيم ابْن السُّلْطَان فَركب فِي يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع عشره من القلعة فِي محفة لعَجزه عَن ركُوب الْفرس وَنزل إِلَى بَيت زين الدّين عبد الباسط المطل على الْبَحْر وَأقَام بِهِ. ثمَّ ركب النّيل فِي غده إِلَى الخروبية بالجيزة وَأقَام بهَا: وَقد تزايد مَرضه. وَفِي ثَان عشرينه: ركب السُّلْطَان إِلَى الْخمس وُجُوه فشاهد مَا عمل هُنَاكَ ورتب مَا اقْتَضَاهُ نظره من كَيْفيَّة الْبناء وَعَاد إِلَى بَيت صَلَاح الدّين خَلِيل بن الكوب نَاظر الدِّيوَان الْمُفْرد المطل على بركَة الرطلي خَارج بَاب الشعرية فَأَقَامَ عِنْده نَهَاره وَعَاد من آخِره إِلَى القلعة وَقدم لَهُ ابْن الكويز تقدمة تلِيق بِهِ سوى مَا أعده لَهُ من المآكل والمشارب. وَفِي يَوْم السبت خَامِس عشرينه: خلع على الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان الْبِسَاطِيّ شيخ الخانكاة الناصرية فرج بتربة أَبِيه الظَّاهِر برقوق خَارج بَاب النَّصْر وَاسْتقر قَاضِي الْقُضَاة الْمَالِكِيَّة بِالْقَاهِرَةِ ومصر بعد وَفَاة جمال الدّين عبد الله بن مقداد الأقفهسي فاقتصر من نواب الحكم على أَرْبَعَة ثمَّ زادهم بعد ذَلِك. وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء آخِره: نزل السُّلْطَان إِلَى الميدان الْكَبِير الناصري. بموردة الجبس. وَكَانَ قد خرب وأهمل أمره مُنْذُ أبطل السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر برقوق الرّكُوب إِلَيّ وَلعب الكرة فِيهِ وتشعثت قصوره وجدرانه وَصَارَ منزلا لركب المغاربة الْحجَّاج فرسم السُّلْطَان لصَاحب بدر الدّين بن نصر الله بعمارته فِي هَذَا الشَّهْر فعمره أحسن عمَارَة. فعندما شَاهده السُّلْطَان أعجب بِهِ وَمضى مِنْهُ إِلَى بَيت ابْن الْبَارِزِيّ كَاتب السِّرّ المطل على النّيل وَنزل بِهِ وَقد تحول الْمقَام الصارمي من الحروبية بالجيزة إِلَى المنظرة الحجازية وَهُوَ بِحَالهِ من الْمَرَض فزاره السُّلْطَان غير مرّة وَأنزل بِالْحَرِيمِ إِلَى بَيت كَاتب السِّرّ فأقاموا بِهِ عِنْده. شهر جُمَادَى الْآخِرَة أَوله الْجُمُعَة: فِيهِ صلى السُّلْطَان الْجُمُعَة بِجَامِع ابْن الْبَارِزِيّ الَّذِي جدد عِمَارَته تجاه بَيته. وَكَانَ