والشموع فيمر ابْن العجمي بخلعته عَلَيْهِم فَرحا بِأَنَّهُ قد عَاد إِلَى الْحِسْبَة غضب ابْن الْبَارِزِيّ من ذَلِك وأسمعهم مَكْرُوها. ومالت مماليكه على الْقَنَادِيل فكسروا بَعْضهَا وَسبوا ولعنوا. فَمَا كَاد ابْن الْبَارِزِيّ يصل إِلَى بَيته حَتَّى شفع الْأَمِير ألطنبغا الصَّغِير فِي ابْن العجمي وَاسْتقر فِي الْحِسْبَة وشق الْقَاهِرَة وَعَلِيهِ الخلعة فتزايد كَلَام الغوغاء فِي ابْن الْبَارِزِيّ وجهروا مِمَّا يقبح ذكره. وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء رابعه: قدم شمس الدّين مُحَمَّد بن حَمْزَة بن مُحَمَّد بن الفنري الْحَنَفِيّ قَاضِي مملكة الْأَمِير مُحَمَّد كرشجي بن عُثْمَان بِبِلَاد الرّوم. وَكَانَ قد قدم دمشق فِي السّنة الْمَاضِيَة يُرِيد الْحَج. فَلَمَّا حج وَعَاد استدعاه السُّلْطَان ليستفهم مِنْهُ أَحْوَال الْبِلَاد الرومية فتمثل بَين يَدي السُّلْطَان فَأكْرمه وأنزله عِنْد القَاضِي زين الدّين عبد الباسط نَاظر الخزانة وأجريت عَلَيْهِ الإنعامات. وَأمر أهل الدولة بإكرامه فبعثوا إِلَيْهِ مَا يَلِيق بِهِ من الْهَدَايَا. وَفِي خامسه: ركب الْأَمِير أَبُو بكر الأستادار إِلَى السُّلْطَان وَهُوَ فِي شدَّة الْمَرَض بِحَيْثُ لَا يسْتَطع الْقيام وَمَعَهُ خُيُول وَسلَاح وَغير ذَلِك مِمَّا تبلغ قِيمَته نَحْو ثَلَاثِينَ ألف دِينَار فَخلع عَلَيْهِ وَنزل وَفِي سادسه: خلع على ابْن الْبَارِزِيّ كاملية صوف بِفَرْوٍ سمور خلعة الرِّضَا. وَفِي لَيْلَة الْجُمُعَة سابعه: عمل المولد النَّبَوِيّ عِنْد السُّلْطَان على عَادَته. وَحضر الْأُمَرَاء والقضاة ومشايخ الْعلم وَأهل الدولة ورسل ابْن عُثْمَان وَابْن الفنري وَكَانَ وقتا جَلِيلًا. وَفِي يَوْم الْجُمُعَة: أُعِيد دَاوُد ابْن الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بك بن دلغادر بهدية إِلَى أَبِيه وقصاد على باك بن قرمان وَمَعَهُمْ فرس بقماش ذهب وعدة تعابي فِي ثِيَاب سكندري وَغَيرهَا. وَتوجه مَعَه مَحْمُود العينتابي نَاظر الأحباس لتحليف نواب قلاع الْبِلَاد القرمانية وبلادها. وَكتب إِلَى نواب الممالك وَإِلَى العربان والتراكمين بالتهيؤ إِلَى ملاقاة السُّلْطَان فَإِنَّهُ عزم على الْمسير لِحَرْب قرا يُوسُف. وَسبب ذَلِك قدوم كتاب قرا