بها في ذاته قاله وذا على من زعم أن من كان رسولاً فإنه يعلم كل غيب حتى لا يخفى عليه المظلوم وسببه كما في البخاري عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع خصومة بباب حجرته فخرج فذكره (وإنكم تختصمون إليّ) أي تأتون إليّ في الخصومات الواقعة منكم لا فضل بينكم (فلعل بعضكم أن يكون الحن) بفتح الحاء بوزن افعل أي أفطن وأبلغ وأقدر على الإتيان (بحجته) أي بيان ما يدعيه (من بعض) آخر وفي رواية أبلغ بدل الحن وهو بمعناه أراد أن بعضكم يكون أبلغ في تقرير مقصوده وأفطر ببيان دليله بحيث يظن أن الحق معه وهو كاذب (فأقضي له على نحو) أي جارياً على مثل أي وفق (ما سمع) ولا أعلم باطن الأمر لبناء أحكام الشريعة على الظهار وغلبة الظن وفي نسخة شرح عليها المناوي على نحومما أسمع بتنوين نحو وحرما الموصولة بمن فإذا علمتم ذلك (فمن قضيت له بحق مسلم) ذكره حملاً على الاعتراف بالحق وتجنب الباطل فالذمي والمعاهد كذلك (فإنما هي) أي القضية أو الحكومة أي المأخوذ بها وقال الشيخ أي الدعوة تجوّز بها عن المدعي به (قطعه من النار) أي ما قضيت له بحسب الظاهر وهو في الباطن لا يستحقه حرام عليه يؤول به إلى النار أو هو تمثيل يفهم منه شدة التعذيب لفاعله فهو من مجاز التشبيه كقوله تعالى إنما يأكلون في بطونهم ناراً قال السبكي هذه قضية شرطية لا تستدعي وجودها بل معناها بيان أن ذلك جائز ولم يثبت لنا قط أنه صلى الله عليه وسلم حكم بحكم ثم تبين خلافه وقد صان الله تعالى أحكام نبيه عن ذلك مع أنه لو وقع لم يكن فيه محذور (فليأخذها أو ليتركها) تهديد لا تخيير كقوله تعالى فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر يعني أن الآخذ عالم بما في نفس الأمر فإن كان محقاً فليأخذ وإن كان مبطلاً فليترك (ملك حم ق ع) عن أم سلمة

• (إنما أنا بشر) أي من البشر فيجري عليّ ما يجري على البشر من الشفقة الناشئ عنها دمع العين وخشوع القلب (تدمع العين) رأفة ورحمة (ويخشع القلب) لفقد الولد (ولا نقول ما يسخط الرب) أي يوجب عقابه (والله يا إبراهيم) ولده من مارية (أنا بك) بسبب موتك (لمحزونون) ودمع العين وحزن القلب لا ينافي الرضا بالقضا (ابن سعد عن محمود ابن لبيد) قال الشيخ حديث صحيح

• (إنما أجلكم فيما خلا من الأمم كما بين صلاة العصر إلى مغارب) بلفظ الجمع وكأنه باعتبار الأزمنة المتعددة باعتبار الطوائف وفي رواية إلى مغرب (الشمس) يعني أن نسبة مدة هذه الأمة إلى مدة من تقدم من الأمم مثل ما بين صلاة العصر وغروب الشمس إلى بقية النهار فكأنه قال إنما بقاءكم بالنسبة إلى ما سلف إلخ ففي بمعنى إلى وحذف المضاف وهو نسبة (وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى) فيه حذف تقديره مثلكم مع نبيكم ومثل أهل الكتابين مع أنبيائهم (كمثل رجل) بزيادة الكاف أو مثل (استأجر أجراء) بالمد جمع أجير فالمثل مضروب للأمة مع ندبهم والممثل به الأجراء مع من استأجرهم (فقال من يعمل لي من غدوة إلى نصف النهار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015