عقل ولا يحيط بكنهه بصيرة (الغفور) أي كثير المغفرة (الشكور) أي الذي يعطى عباده الثواب الجزيل على العمل القليل والمثنى على عباده المطيعين أو المجازى عباده على شكره (العلي) أي البالغ في علو المرتبة إلى حيث لا رتبة إلا وهي منحطة عنه (الكبير) أي العالي الرتبة إما باعتبار أنه أكمل الموجودات وأشرفها من حيث أنه أزلي غني على الإطلاق وما سواه حادث بالذات نازل في حضيض الحاجة والافتقار وأما باعتبار أنه كبير عن مشاهدة الحواس وإدراك العقول وعلى الوجهين فهو من أسماء التنزيه (الحفيظ) أي لجميع الموجودات من الزوال والاختلال مدة ما شاء ويصون المتضادات بعضها عن بعض ويحفظ على العباد أعمالهم ويحصي عليهم أقوالهم وأفعالهم (المقيت) أي خالق الأقوات البدنية والروحانية وموصلها إلى الأشباح والأرواح وقيل هو المقتدر (الحسيب) أي الكافي بخلق ما يكفي العباد أو المحاسب المكلف بفعله (الجليل) أي المنعوت بنعوت الجلال وهي من الصفات التنزيهية كالقدوس والمغني قال الإمام الرازي الفرق بينه وبين الكبير والعظيم أن الكبير اسم الكامل في الذات والجليل اسم الكامل في الصفات والعظيم اسم الكامل فيهما (الكريم) أي المتفضل الذي يعطي من غير مسألة ولا وسيلة وقيل المجاوز الذي لا يستقصي في العقاب وقيل المقدس عن النقائص والعيوب (الرقيب) أي الحفيظ الذي يراقب الأشياء ويلاحظها فلا يعذب عنه مثقال ذرة (المجيب) أي الذي يجيب دعوة الداعي إذا دعاه ويسعف السائل إذا ما التمسه واستدعاه (الواسع) قال العلقمي فسر بالعالم المحيط علمه بجميع المعلومات كلياتها وجزئياتها موجودها ومعدومها وبالجواد الذي عمت نعمته وشملت رحمته كل بر وفاجر ومؤمن وكافر وبالغنى التام الغنى المتمكن مما يشاء وعن بعض العارفين الواسع الذي لا نهاية لبرهانه ولا غاية لسلطانه ولا حد لإحسانه (الحكيم) أي ذو الحكمة المحكم الأشياء على ما هي عليه والإتيان بالأفعال على ما ينبغي فالحكمة بمعنى الإحكام (الودود) أي الذي يحب الخير لجميع الخلائق أو يحسن إليهم أو المحب لأوليائه (المجيب) أي الجميل الأفعال والكثير الأفضال أو من لا يشارك فيماله من أوصاف المدح (الباعث) أي الذي يبعث من في القبور للنشور أو باعث الرسل أو الأرزاق أو باعث الهمم إلى الترقي في ساحات التوحيد وهو من صفات الأفعال (الشهيد) أي العليم بظواهر الأشياء وما يمكن مشاهدته كما أن الخبير هو العليم بباطن الأشياء وما لا يمكن الإحساس به وقيل الشهيد مبالغة في المشاهد والمعنى أنه تعالى يشهد على الخلق يوم القيامة (الحق) أي الثابت وهو من صفات الذات وقيل معناه المحق أي المظهر للحق أو الموجد للشيء حسب ما تقتضيه الحكمة فيكون من صفات الأفعال (الوكيل) أي القائم بأمور العباد وبتحصيل ما يحتاجون إليه وقيل الموكول إليه تدبير البرية (القوي) أي الذي لا يلحقه ضعف ذاتاً وصفاتاً وأفعالاً (المتين) أي