الشيء بما يصونه ومنه المغفرة ومعناه أنه يستر القبائح والذنوب بإسبال الستر عليها في الدنيا وترك المؤاخذة بالعفو عنها في العقبى ويصون العبد من أوزارها وهو من أسماء الأفعال وقد جاء التوقيف في التنزيل بالغفار والغفور والغافر والفرق بينها أن الغافر يدل على اتصافه بالمغفرة مطلقاً والغفار أبلغ لما فيه من زيادة البناء وقال بعض الصالحين أنه غافر لأنه يزيل معصيتك من ديوانك وغفور لأنه ينسى الملائكة أفعالك وغفار لأنه ينسيك ذنبك حتى كأنك لم تفعله (القهار) هو الذي لا موجود إلا وهو مقهور تحت قدرته مسخر لقضائه عاجز في قبضته ومرجعه إلى القدرة فيكون من صفات المعنى وقيل هو الذي أذل الجبابرة وقصم ظهورهم بالإهلاك ونحوه فهو إذا من سماء الأفعال (الواهب) كثير النعم دائم العطاء وهو من أسماء الأفعال (الرزاق) أي خالق الأرزاق والأشياء التي يتمتع بها (الفتاح) أي الحاكم بين الخلائق أو الذي يفتح خزائن الرحمة على أصناف البرية قال تعالى ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وقيل معناه مبدع الفتح والنصر وقيل هو الذي فتح على النفوس باب توفيقه وعلى الأسرار باب تحقيقه (العليم) بناء مبالغة من العلم أي العالم بجميع المخلوقات وهو من صفات الذات (القابض) أي الذي يضيق الرزق على من أراد وقيل هو الذي يقبض الأرواح من الأشباح وقيل هو الذي يقبض القلوب (الباسط) أي الذي يبسط الرزق لمن يشاء وقيل هو الذي ينشر الأرواح في الأجساد عند الحياة وقيل هو الذي يبسط القلوب للهدى والقابض والباسط من صفات الأفعال وإنما يحسن إطلاقهما معاً ليدلا على كمال القدرة والحكمة (الخافض) أي الذي يخفض الكفار بالخزي والصغار أو الذي يخفض أعداءه بالإبعاد أو الذي يخفض أهل الشقاء بالطبع والإضلال (الرافع) أي الذي يرفع المؤمنين بالنصر والإعزاز أو الذي يرفع أولياءه بالتقريب والإسعاد أو الذي يرفع ذوي الإسعاد بالتوفيق والإرشاد والخافض والرافع من صفات الأفعال (المعز) أي الذي يجعل من شاء ذا كمال يصير بسببه مرغوباً فيه قليل المثال (المذل) أي الذي يجعل من شاء إذا نقيصة بسببها يرغب عنه ويسقط من درجة الاعتبار (السميع) أي المدرك لكل مسموع حال حدوثه (البصير) أي المدرك لكل مبصر حال وجوده (الحكم) بفتح الكاف أي الحاكم الذي لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه (العدل) بسكون الدال المهملة أي البالغ في العدل وهو الذي لا يفعل إلا ماله فعله وهو مصدر نعت به للمبالغة فهو من صفات الأفعال (اللطيف) أي المحسن الموصل للمنافع برفق وقيل هو خالق اللطف يلطف بعباده من حيث لا يعلمون وقيل هو العليم بخفيات الأمور ودقائقها وما لطف منها (الخبير) أي العالم بواطن الأشياء من الخبرة وهو العلم بالخفايا الباطنة وقيل هو المتمكن من الأخبار عما علمه (الحليم) الذي لا يستفزه غضب ولا يحمله غيظ على استعجال العقوبة والمسارعة إلى الانتقام (العظيم) أي البالغ في أقصى مراتب العظمة وهو الذي لا يتصوره