ودفع الضرر عنهم فتكون الأسماء من صفات الذات أو نفس الإنعام والدفع فيعودان إلى صفات الأفعال والرحمن أبلغ من الرحيم لزيادة بنائه (الملك) أي ذو الملك والمراد به القدرة على الإيجاد والاختراع أو المتصرف في جميع الأشياء يعز من يشاء ويذل من يشاء ولا يذل وقال بعض المحققين الملك هو الغني مطلقاً في ذاته وصفاته عن كل ما سواه ويحتاج إليه كل ما سواه (القدوس) هو المنزه عن سمات النقص وموجبات الحدوث المنزه عن أن يدركه حس أو يتصوره خيال أو يسبق إليه وهم أو يحيط به عقل وهو من أسماء التنزيه (السلام) مصدر نعت به أي ذو السلامة من النقائص في الذات والصفات أو منه وبه السلامة أو المعطى لها مبدأ ومعاداً أو المسلم عباده من المهالك أو المسلم على خلقه في الجنة كآية سلام قولاً من رب رحيم فتكون صفة كلامية (المؤمن) أي المصدق رسله بقوله الصدق فيكون مرجعه إلى الكلام أو بخلق المعجزات وإظهارها عليهم فيكون من أسماء الأفعال وقيل معناه الذي أمن البرية بخلق أسباب الأمان وسد أبواب المخاوف وإفادة آلات يدفع بها المضار فيكون أيضاً من أسماء الأفعال وقيل معناه أنه يؤمن عباده الأبرار يوم العرض من الفزع الأكبر إما بقول مثل لا تخافوا لا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون أو بخلق الأمن والطمأنينة فيرجع إلى الكلام أو الخلق (المهيمن) أي الرقيب المبالغ في المراقبة والحفظ أو الشاهد على كل نفس بما كسبت وقيل القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم (العزيز) أي الغالب من قولهم عز إذا غلب وقيل القوي الشديد من قولهم عز إذا قوي واشتد وقيل عديم المثل فيكون من أسماء التنزيه وقيل هو من يتعذر الإحاطة بوصفه ويعسر الوصول إليه (الجبار) هو المصلح لأمور العباد المتكفل بمصالحهم وهو إذا من أسماء الأفعال وقيل معناه حامل العباد على ما يشاء لا انفكاك لهم عما شاء من الأخلاق والأعمال والأرزاق والآجال فمرجعه أيضاً إلى الفعل وقيل معناه المتعالي عن أن يناله كيد الكايدين ويؤثر فيه قصد القاصدين فيكون مرجعه إلى التقديس والتنزيه (المتكبر) هو الذي يرى غيره حقيراً بالإضافة إلى ذاته نظر المالك إلى عبده وهو على الإطلاق لا يتصور إلا لله تعالى فإنه المنفرد بالعظمة والكبرياء بالنسبة إلأى كل شيء من كل وجه ولذلك لا يطلق على غيره إلأا في معرض الذم (الخالق) أي المقدر المبدع موجد الأشياء من غير أصل كقوله تعالى خلق الإنسان من نطفة وقوله خلق الجان من مارج من نار (البارئ) أي الخالق الذي خلق الخلق بريئاً من التفاوت والتنافر المخلين بالنظام الكامل (المصور) أي مبدع الصور المخترعات ويزينها فإن الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء بمعنى أنه مقدره وموجده من أصل وغير أصل وبارئه بحسب ما اقتضته حكمته وسبقت به كلمته من غير تفاوت واختلال ومصوره بصورة يترتب عليها خواصه ويتم بها كماله (الغفار) هو في الأصل بمعنى الستار من الغفر بمعنى ستر