والصبح في جماعة لرواية عثمان بن عفان في ذلك وإن كانت ضعيفة فإن الشارع فسره له بذلك لما سأله عنه وقضية العطف بالواو اشتراط اجتماعهما ولا يعارضه خبر أطعموا الطعام وأفشوا السلام تورثوا الجنان لأن هذه الغرف مخصوصة بمن جمع (حم حب هب) عن أبي مالك الأشعري (ت) عن علي قال الشيخ حديث صحيح
• (أن في الجنة مائة درجة) يعني درجات كثيرة جداً ومنازل عالية شامخة فالمراد التكثير لا التحديد (لوان العالمين) بفتح اللام أي جميع الخلق (اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم) لسعتها المفرطة التي لا يعلمها إلا الله وفي الحديث بيان عظم قدر الجنة كيف والله تعالى يقول عرضها السموات والأرض وكعرض السماء والأرض وإذا كان هذا عرضها فما بالك بالطول (ت) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح
• (أن في الجنة بحر الماء) أي غير الآسن (وبحر العسل وبحر اللبن وبحر الخمر) أي الذي هو لذة للشاربين (ثم تشقق) بحذف إحدى التائين للتخفيف وشين معجمة (الأنهار بعد) أي بعد هذه الأربعة أي تتفرق منها وخص هذه الأنهار بالذكر لأنها أفضل أشربة النوع الإنساني وقدم الماء لأنه حياة النفوس وثنى بالعسل لأنه شفاء وثلث باللبن لأن الفطرة وختم بالخمر إشارة إلى أن من حرمه في الدنيا لا يحرمه في الآخرة وإلا فهناك أنهار أخر ذكرها الله في القرآن منها الكوثر والسلسبيل والكافور والتسنيم وغير ذلك (حم ت) عن معاوية بن حيدة بفتح الحاء المهملة قال الشيخ حديث صحيح
• (أن في الجنة لمراغا) بفتح الميم (من مسك) أي محلا منبسطاً مملواً منه (مثل مراغ دوابكم في الدنيا) أي مثل المحل المملوء من التراب المعد لتمرغ الدواب في كثرته قال المناوي فيتمرغ فيه أهلها كما تتمرغ الدواب في التراب واحتمال أن المراد أن الدواب التي يدخل الجنة تتمرغ فيه بعيد انتهى وقال الشيخ في النهاية في لجنة مراغ المسك أي الموضع الذي يتمرغون فيه من ترابها والتمرغ التقلب في التراب وظاهر أن ذلك من باب ظهور الشرف وكمال المقابلة وإن كانت دوابهم غير محتاجة لذلك لأن التمرغ لإزالة التعب عنها وهي ليس عليها تعب لكن ربما يقال أن ذلك لنحو دواب الجهاد التي تدخل الجنة مجازاة لأصحابها من باب تتميم اللذة لهم فإن أعمالهم تكون بين أيديهم تسرهم رؤيتها ومنها تلك الدواب أي لكونهم جاهدوا عليها وأشار إليه بعض من تكلم على دواب الجنة وقد ثبت دخول الدواب الدنيوية الجنة ذكره القرطبي (طب) عن سهل بن سعد قال الشيخ حديث حسن
• (أن في الجنة لشجرة يسير الراكب) أي الراكب الفرس (الجواد) بالتخفيف والنصب على أنه مفعول الراكب أو بالجر الإضافة أي الفائق الجيد (المضمر) بفتح الضاد المعجمة وتشديد الميم هو أن يعلف حتى يسمن ويقوى على الجري (السريع) أي الشديد الجري (في ظلها) أي في نعيمها وراحتها وقيل معنى ظلها ناحيتها وأشار بذلك إلى امتدادها قال القرطبي والمحوج إلى هذا التأويل أن الظل في عرف أهل الدنيا ما يقي