انتهى وسيأتي في حديث وليس في الجنة شيء من البهائم إلا الإبل والطير فالأولى حمل ما هنا على الإبل خاصة (وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة) كناية عن كون النعيم الذي يعطاه لا يحصى (وأكرمهم على الله) أي أعظمهم كرامة عنده وأوسعهم ملكاً (من ينظر إلى وجهه) أي ذاته تقدس وتعالى عن الجارحة (غدوة وعشية) أي في مقدارهما لأن الجنة لا غدوة فيها ولا عشية إذ لا ليل ولا نهار وتمامه ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة (ت) عن ابن عمر بن الخطاب وإسناده ضعيف
• (أن أدنى أهل الجنة منزلاً لرجل له دار من لؤلؤة واحدة منها غرفها وأبوابها) أي وجدرها وسائر أجازئها وليس ذلك بعيداً إذ هو القادر على كل شيء (هناد في الزهد عن عبيد) بن عمير بالتصغير فيهما (مرسلاً) وهو الليثي قاضي مكة
• (أن أرحم ما يكون الله بالعبد) أي الإنسان المؤمن (إذا وضع في حفرته) أي في قبره وصار غريباً فريداً قال المناوي لأنه أعظم اضطراراً فيه من غيره ولهذا قال القائل:
أن الذي الوحشة في داره
• تؤنسه الرحمة في قبره
(فر) عن أنس بن مالك وإسناده ضعيف
• (أن أرواح الشهداء في طير خضر) أي بأن يكون الطائر ظرفاً لها وليس ذا بحصر ولا حبس لأنها تجد فيها من النعيم ما لا يوجد في الفضاء أوانها في نفسها تكون طيراً بأن تتمثل بصورته كتمثيل الملك بشراً سوياً وفي حديث آخر أن أرواحهم نفسها تصير طيراً قال ابن رجب في كتاب أهوال القبور وهذا قد يتوهم منه أنها على هيئة الطير وشكله وفيه وقفة فإن روح الإنسان إنما هي على صورته ومثاله وشكله انتهى وقال القاضي عياض قد قال بعض متقدمي أئمتنا أن الروح جسم لطيف متصور على صورة الإنسان داخل الجسم قال التوربشتي أراد بقوله أرواحهم في طير خضر أن الروح الإنسانية المتميزة المخصوصة بالإدراكات بعد مفارقتها البدن يهيئ لها طيراً خضر فتنتقل إلى جوفه ليعلق ذلك الطير من ثمر الجنة فتجد الروح بواسطة ريح الجنة ولذتها البهجة والسرور ولعل الروح يحصل لها تلك الهيئة إذا تشكلت وتمثلت بأمره تعالى طيراً أخضر كتمثل الملك بشراً على أي حالة كانت فالتسليم واجب علينا لورود البيان الواضح على ما أخبر عنه الكتاب والسنة وورد صريحاً فلا سبيل إلى خلافه قال العلقمي وأقول إذا فسرنا الحديث بأن الروح تتشكل طيراً فالأشبه أن ذلك في القدرة على الطيران فقط لا في صورة الخلقة لأن شكل الإنسان أفضل الأشكال وقد قال السهيلي في حديث الترمذي أن جعفر بن أبي طالب أعطى جناحين يطير بهما في السماء مع الملائكة يتبادر من ذكر الجناحين والطيران أنهما كجناحي الطائر لهما ريش وليس كذلك فإن الصورة الآدمية أشرف الصور وأكملها فالمراد بهما صفة ملكية وقوة روحانية أعطيها جعفر انتهى قال المناوي ومفهوم