قوم مسرفون وسماهم فاسقين وأكد ذلك سبحان بقوله تعالى ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث أنهم كانوا قوم سوء فاسقين وسماهم أيضاً مفسدين في قول نبيهم رب انصرني على القوم المفسدين وسماهم ظالمين في قول الملائكة أن أهلها كانوا ظالمين ولوط النبي صلى الله عليه وسلم هو لوط بن هارون بن تارخ وهو آزر ولوط بن أخي إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم وكان إبراهيم يحبه حباً شديداً وهو أحد رسل الله الذي انتصر له بإهلاك مكذبيه وقصته مذكورة في القرآن في مواضع قال وهب بن منبه خرج لوط من أرض بابل في أرض العراق مع عمه إبراهيم تابعاً له على دينه مهاجراً معه إلى الشام ومعهما سارة امرأة إبراهيم وخرج معهما آزر أبو إبراهيم مخالفاً لإبراهيم في دينه مقيماً على كفره حتى وصلوا إلى حران فمات آزر ومضى إبراهيم ولوط وسارة إلى الشام ثم مضوا إلى مصر ثم عادوا إلى الشام فنزل إبراهيم فلسطين ونزل لوط الأردن فأرسله الله إلى أهل سدوم وما يليها وكانوا كفاراً يأتون الفواحش التي منها هذه الفاحشة التي ما سبقهم إليها أحد من العالمين ويتضارطون في مجالسهم فلما طال تماديهم دعا عليهم لوط وقال رب انصرني على القوم المفسدين فأجاب الله تعالى دعاءه فأرسل جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلام في صورة رجال مردحسان فنزلوا على إبراهيم ضيفانا وبشروه بإسحاق ويعقوب ولما جاء آل لوط العذاب في السحر اقتلع جبريل عليه السلام قرى قوم لوط الأربع وكان في كل قرية مائة ألف رفعهم على جناحه بين السماء والأرض حتى سمع أهل السماء نبيح كلابهم وصياح ديكهم ثم قلبهم فجعل عاليها سافلها وأمطر عليهم الحجارة فأمطرت على شاردهم ومسافرهم وهلكت امرأة لوط مع الهالكين واسمها وعلة وقال أبو بكر بن عباس عن أبي جعفر استغنت رجال قوم لوط برجالهم ونساؤهم بنسائهم فأهلكهم الله أجمعين فخاف صلى الله عليه وسلم على أمته أن يعملوا بعملهم فيحل بهم ما حل بهم (حم ت هـ ك) عن جابر بإسناد حسن

• (أن أخوف ما أخاف على أمتي الإشراك بالله) قيل أتشرك أمتك من بعدك قال نعم (أما) بالتخفيف (أني لست أقول تعبد) وفي نسخة يعبدون) شمساً ولا قمراً ولا وثناً ولكن) أقول تعمل (أعمالا لغير الله) أي للرياء والسمعة (وشهوة خفية) قال المناوي للمعاصي يعني يراءي أحدهم الناس بتركه المعاصي وشهوتها في قلبه مخبأة وقيل الرياء ما يظهر من العمل والشهوة الخفية حب اطلاع الناس عليه (هـ) عن شداد بن أوس

• (أن أدنى أهل الجنة منزلة) قال العلقمي قال في النهاية الجنة هي دار النعيم في الآخرة من الاجتنان وهو الستر لتكاثف أشجارها وتظليلها بالتفاف أغصانها وسميت بالجنة وهي المرة الواحدة من جنه جنا إذا ستره فمكانها شجرة واحدة لشدة التفافها وإظلالها (لمن ينظر إلى جنانه) قال المناوي بكسر الجيم جمع جنة بفتحها (وأزواجه ونعمه) بفتح النون والعين قال المناوي إبله وبقره وغنمه وبكسر ففتح جمع نعمة كسدر وسدرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015