وبطنه وظهره من تربة الهند ويديه من تربة المشرق ورجليه من تربة المغرب وقال غيره خلق الله تعالى آدم من ستين نوعاً من أنواع الأرض من التراب الأبيض والأسود والأحمر والأصفر (فجاء بنو آدم على قدر الأرض) أي على نوعها وطبعها (جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود) أي فمن البيضاء من لونه أبيض ومن الحمراء من لونه أحمر ومن السوداء من لونه أسود (وبين ذلك) أي من جميع الألوان (والسهل) أي اللين المنقاد (والحزن) بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي أي الغليظ الطبع الخشن اليابس من حزن الأرض وهو الغليظ الخشن (والخبيث والطيب) أي جاء الخبيث من الأرض الخبيثة والطيب من الأرض الطيبة قال العلقمي قال شيخنا قال الطيبي أراد بالخبيث من الأرض السبخة ومن بني آدم الكافر وبالطيب من الأرض العذبة ومن بني آدم المؤمن اهـ وقال ابن رسلان وقد ضرب الله مثل المؤمن والكافر والطيب والخبيث فمثل المؤمن مثل البلد الطيب الزاكي يخرج نباته أي زرعه بإذن ربه سهلاً والذي خبث مثل الكافر كمثل الأرض السبخة الطينة التي لا يخرج نباتها وغلتها إلا نكدا أي عسراً قليلاً بعناء ومشقة وكذا المؤمن يعطي العطاء بسهولة كسهولة طبعه والبخيل لا يعطي إلا بتكلف كبير اهـ وما أحسن قول الشاعر:

الناس كالأرض ومنها همو

• من خشن في اللمس أو لين

فجندل تدمى به أرجل

• واثمد يجعل في الأعين

قال المناوي قال الحكيم وكذا جميع الدواب والوحوش فالحية أبدت جوهرها حيث خانت آدم حتى لعنت وأخرجت من الجنة والفأر قرض حبال سفينة نوح والغراب بدا جوهره الخبيث حيث أرسله نوح من السفينة ليأتيه بخبر الأرض فأقبل على جيفة وتركه (وبين ذلك) يحتمل أن المراد به المؤمن المرتكب المعاصي (حم د ت ك هق) عن أبي موسى الأشعري وهو حديث صحيح

• (أن الله تعلى خلق الخلق) أي المخلوقات إنساً وملكاً وجناً (فجعلني في خير فرقهم) بكسر الفاء وفتح الراء أي أشرفها من الإنس (وخير الفريقين) أي وجعلني في خير الفريقين العرب والعجم (ثم تخير القبائل) أي اختار خيارهم فضلاً وفي نسخ ثم خير بحذف التاء (فجعلني في خير قبيلة) أي من العرب قال المنوي هذا بحسب الإيجاد أي قدر إيجادي في خير قبيلة (ثم تخير البيوت) أي اختار خيارهم شرفاً وفي نسخ خير بحذف التاء (فجعلني في خير بيوتهم) أي في أشرف بيوتهم (فأنا خيرهم نفساً) أي روحاً وذاتاً (وخيرهم بيتاً) أي أصلاً إذ جئت من طيب إلى طيب إلى صلب عبد الله بنكاح لا سفاح قال العلقمي وسببه كما في الترمذي عن العباس بن عبد المطلب قا لقلت يا رسول الله أن قريشاً جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم فجعلوا مثلك مثل نخلة في كبوة فقال النبي صلى الله عليه وسلم أن الله خلق فذكره قال في النهاية قال شمر لم نسمع الكبوة ولكنا سمعنا الكبا والكبة وهي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015