عند الحاجة فلا حرمة فيه ولا كراهة تنبيه جميع ما تقدم إذا سأل لنفسه فأما إذا سأل لغيره فالذي يظهر أيضاً أنه يختلف باختلاف الأحوال (وإضاعة المال) أي صرفه فيما لا يحل أو تعريضه للفساد وأما التوسع في المطاعم والملابس فإن كان باقتراض ولا يرجو وفاء حرم وإلا فلا (ق) عن المغيرة بن شعبة
• (أن الله تعالى حرم عليّ الصدقة) فرضها ونفلها (وعلى أهل بيتي) وهم مؤمنو بني هاشم والمطب أي حرم عليهم صدقة الفرض فقط لأنها أوساخ الناس (ابن سعد عن الحسن بن عليّ) أمير المؤمنين
• (أن الله تعالى حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا) ندباً متوكلين معتمدين في حصول الشفاء على الله تعالى ولو بنجس لا يقوم الطاهر مقامه ما عدا الخمر (حم) عن أنس قال المناوي ورجاله ثقات
• (أن الله تعالى حيي) هو بكسر الياء الأولى والتنوين والحياء تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به ويذم والتغير لا يقال إلا في حق الجسم لكنه لوروده في الحديث يؤول وجوباً بما هو قانون في أمثال هذه الأشياء إذ كل صفة تثبت للعبد مما يختص بالأجسام فإذا صف الله بذلك فذاك محمول على نهايات الأغراض لا على بدايات الأعراض مثاله أن الحياء حالة تحصل للإنسان لكن لها مبتدأ ومنتهى أما المبتدأ فهو التغير الجسماني الذي يلحق الإنسان من خوف أن ينسب إلى القبيح وأما النهاية فهو أن يترك الإنسان ذلك الفعل فإذا ورد الحياء في حق الله فليس المراد منه ذلك الخوف الذي هو مبتدأ الحياة ومقدمته بل ترك الفعل الذي هو منتهاه وغايته وكذلك الغضب له مقدمة وهي غليان دم القلب وشهوة الانتقام وله غاية وهي إنزال العقاب بالمغضوب عليه (ستير) بكسر السين المهملة وتشديد المثناة الفوقية المكسورة فعيل بمعنى فاعل أي ساتر العيوب والقبائح أو بمعنى مفعول أي هو مستور عن العيون في الدنيا يحب الحياء والستر بفتح السين أي يحب من فيه ذلك ولهذا جاء في الحديث الحياء من الإيمان وجاء أيضاً من ستر مسلما ستره الله (فإذا اغتسل أحدكم فليستتر) أي وجوباً إن كان ثم من يحرم نظره لعورته وندباً في غير ذلك واغتساله عليه الصلاة والسلام عرياناً لبيان الجواز قال العلقمي وسببه كما في أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجالاً تغتسل بالبراز بفتح الموحدة هو الفضاء الواسع فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم أن الله فذكره وقوله فصعد المنبر فحمد بكسر العين والميمين من المنبر وحمد اهـ (حم د ن) عن يعلي بن أمية بإسناد حسن
• (أن الله تعالى حيي) بكسر الياء والتنوين (كريم) قال العلقمي قال في النهاية الكريم هو الجواد المعطي الذي لا ينفد عطاؤه وهو الكريم المطلق والكريم الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل (يستحيي) عينه ولامه حرفا علة (إذا رفع الرجل) أي الإنسان (إليه يديه) أي سائلاً متذللاً حاضر القلب حلال المطعم والمشرب كما يفيده خبر مسلم (أن يردهما صفراً) بكسر الصاد المهملة وسكون الفاء وراء مهملة أي خاليتين