اغفر لي ولأمتي اللهم اغفر لي ولأمتي) قاله ثلاثاً لأن الله يحب الملحين في الدعاء (استغفر الله لي ولكم) أي اطلب منه المغفرة لي ولكم وفيه أنه يندب للداعي أن يبدأ بنفسه (البيهقي في) كتاب (الدلائل) دلائل النبوة (وابن عساكر عن عقبة بن عامر الجهني أبو نصر السجزي) بكسر السين المهملة (في) كتاب (الإبانة) عن أصول الديانة (عن أبي الدرداء) مرفوعا (ش) عن ابن مسعود موقوفاً وإسناده حسن
• (أما بعد فإن الدنيا خضرة حلوة) أي هي في الرغبة فيها والميل إليها كالفاكهة التي هي في المنظر خضرة وفي المذاق حلوة وكل منهما يرغب فيه منفرداً فكيف إذا اجتماعا (وأن الله تعالى مستخلفكم فيها) أي جاعلكم خلفاء في الدنيا (فناظر كيف تعملون) أي كيف تتصرفون في مال الله الذي آتاكم هل هو على الوجه الذي يرضاه المستخلف أم لا (فاتقوا الدنيا) أي احذروا فتنتها (واتقوا النساء) أي الافتتان بهن (فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء) يريد قتل النفس التي أمر فيها بنو إسرائيل بذبح البقرة فإنه قتل ابن أخيه أو عمله ليتزوج زوجته أو بنته (ألا) بالتخفيف للتنبيه (إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى) أي متفرقة (فمنهم من يولد مؤمناً ويحيا مؤمناً ويموت مؤمنا) وهذا الفرق هم سعيد الدارين (ومنهم من يولد كافراً ويحيا كافراً ويموت كافراً) وهذا القسم هم أهل الشقاوة (ومنهم من يولد مؤمناً ويحيا مؤمناً ويموت كافراً) أي يسبق عليه الكتاب فيختم له بالكفر (ومنهم من يولد كافراً ويحيا كافراً ويموت مؤمناً) أي يسبق عليه فيختم له بالكفر (ومنهم من يولد كافراً ويحيا كافراً ويموت مؤمناً) أي يسبق عليه الكتاب فيختم له بالإيمان فيصير من أهل السعادة (ألا إن الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم) قال المناوي بحذف إحدى التاءين تخفيفاً فهو بفتحات (ألا ترون) أي حال غضبه (إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه) جمع ودج بفتح الدال وتكسر العرق الذي يقطعه الذابح ويسمى الوريد (فإذا وجد أحدكم شيئاً من ذلك) أي من مبادئ الغضب (فالأرض الأرض) أي فليضطجع بالأرض لتنكسر نفسه فتذهب حدة غضبه (ألا إن خير الرجال) وكذا النساء والخناثى (من كان بطئ الغضب سريع الرضى وشر الرجال من كان سريع الغضب بطئ الرضى فإذا كان الرجل بطئ الغضب بطئ الفئ) أي الرجوع (أو سريع الغضب سريع الفئ فإنها بها) أي فإن إحدى الخصلتين تقابل بالأخرى فلا يمدح على الإطلاق ولا يذم على الإطلاق (ألا إن خير التجار) بضم المثناة جمع تاجر (ومن كان حسن القضاء) أي الأداء لما عليه (حسن الطلب) بماله على الناس (وشر التجار من كان سيء القضاء) أي لا يوفى لغريمه دينه إلا بمشعة ومماطلة مع يساره (سيء الطلب فإذا كان الرجل) ومثله المرأة والخنثى (حسن القضاء) لأداء لما عليه (سيء الطلب) بما له على الناس (أو كان سيء القضاء حسن الطلب فإنها بها) أي فإحدى الخصلتين تقابل بالأخرى فلا يمدح على الإطلاق ولا يذم على الإطلاق (ألا إن لكل غادر لواء يوم القيامة) أي ينصب له لواء حقيقة