قريباً (وسباب المؤمن) بكسر السين المهملة قال العلقمي قال شيخنا والسباب الشتم (فسوق) أي فسق (وقتال المؤمن) أي بغير حق (كفر) أي إن استحل قتله بلا تأويل سائغ أو هو زجر وتنفير (وأكل لحمه) أي غيبته وهو ذكره بشيء يكرهه وإن كان فيه (من معصية الله) قال تعالى ولا تجسسوا بحذف إحدى التاءين أي لا تتبعوا عورات المسلمين فإنه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته حتى يفضحه ولو في جوف بيته فظن السوء بأهل الخير من المؤمنين حرام ولا يغتب بعضكم بعضاً أي لا يذكره بشيء يكرهه وإن كان فيه أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً بالتخفيف والتشديد تمثيل فيه مبالغات الاستفهام المقرر وإسناده الفعل إلى أحد للتعميم وتعليق المحبة بما هو في غاية الكراهة وتمثيل الاغتياب بأكل لحم الإنسان وجعل المأكول أخاً وميتاً فكرهتموه فاكرهوا الأكل وتولوا عنه وتباح الغيبة لأسباب منها التخابر من خاطب امرأة ونحوه كمن أريد الاجتماع به لأخذ علم أو صناعة فيجوز ذكر عيوبه بل يجب وإن لم يستشر بذلاً للنصيحة ومنها التظلم إلى سلطان أو قاض أو غيرهما ممن له ولاية أو قدرة على إنصافه ممن ظلمه فيقول ظلمني فلان أو فعل بي كذا ومنها الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي فيقول لمن يرجو قدرته على الدفع فلان يفعل كذا فازجره ونحو ذلك ومنها الاستفتاء كأن يقول ظلمني فلان أو أبي أو أخي بكذا فهل له ذلك أم لا وما طريقي في الخلاص منه ودفع ظلمه عني ونحو ذلك ومنها أن يكون المغتاب مجاهراً بفسقه أو بدعت كالخمر ومصادرة الناس وجباية المكوس وتولي الأمور الباطلة فيجوز ذلك بما يجاهر به ولا يجوز بغيره إلا بسبب آخر ومنها التعريف كما إذا كان معروفاً بلقب كالأعمش والأزرق والقصير فيجوز تعريفه به ولا يجوز ذكره به تنقيصاً وإن أمكن التعريف بغيره كان أولى (وحرمة ماله كحرمة دمه) أي كما يمتنع سفك دمه بغير حق يمتنع أخذ ماله بغير حق (ومن يتأل) بفتح الهمزة وتشديد اللام يقال تألي يتألى تألياً وإلى يؤلي إيلاء وكلاهما بمعنى اليمين أي من حكم عليه يحلف كأن يقول والله ليدخلن الله فلاناً النار والله ليدخلن الله فلاناً الجنة (على الله يكبه) بأن يفعل خلاف ما حلف عليه مجازاة له على جرأته وفضوله (ومن يغفر يغفر الله له) أي ومن يستر على مسلم فضيحة اطلع عليها يستر الله ذنوبه فلا يؤاخذ بها (ومن يعف) أي عن الجاني عليه (يعف الله عنه) أي يمح عنه سيئاته جزاءاً وفاقا (ومن يكظم الغيظ) أي يكتمه مع قدرته على إنفاذه (يأجره الله) أي يثيبه لأنه محسن يحب المحسنين وكظم الغيظ إحسان (ومن يصبر على الرزية) أي المصيبة احتساباً (يعوّضه الله) أي يعوضه عنها خيراً مما فات (ومن يتبع السمعة يسمع الله به) أي ومن يرائي بعمله يفضحه الله (ومن يصبر) أي على ما أصابه من بلاء (يضعف الله له) بضم المثناة التحتية وشدة العين المهملة المكسورة أي يؤته أجره مرتين (ومن يعص الله يعذبه) أي لم يعف عنه فهو تحت المشيئة (اللهم اغفر لي ولأمتي اللهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015