ليست في كتاب الله) أي في حكمه الذي كتبه على عبده أو في شرعه (ما كان من شرط ليس في كتاب الله) أي في حكمه الذي يتعبد ب من كتاب أو سنة أو إجماع (فهو باطل وإن كان) أي المشروط (مائة شرط) مبالغة وتأكيد لأن العموم في قوله ما كان من شرط يدل على بطلان جميع الشروط وإن زادت على المائة (قضاء الله أحق) أي حكمه هو الحق الذي يجب العمل به لا غيره (وشرط الله أوثق) أي هو القوي وما سواه باطل واه فأفعل التفضيل ليس على بابه في الموضعين (وإنما الولاء لمن أعتق) لا لغيره من مشترط وغيره فهو منفي شرعاً وعليه الإجماع (ق 4) عن عائشة
• (أما بعد فما بال العامل نستعمله) أي نوليه عاملاً (فيأتينا) أي عبد الفراغ من عمله (فيقول هذا من عملكم وهذا أهدى لي) فبرهن صلى الله عليه وسلم على ذلك بحجة ظاهرة بقوله (أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فينظر هل يهدي له أم لا) بالبناء للمفعول ثم أقسم صلى الله عليه وسلم على أن المأخوذ من ذلك خيانة فقال (فوالذي نفس محمد بيده) أي بقدرته وتصريفه (لا يغل أحدكم) بغين معجمة من الغلول وهو الخيانة (منها) أي الزكاة (شيأ) ولو تافهاً ما يفيده التنكير (إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عتقه إن كان) ما غله (بعيراً جاء به له رغاء) بضم الراء مخففاً ممدوداً أي له صوت (وإن كان بقرة جاء بها لها خوار) بضم الخاء المعجمة أي صوت قال العلقمي ولبعضهم بالجيم وواو مهموزة ويجوز تسهيلها وهو رفع الصوت والحاصل أنه بالجيم وبالخاء بمعنى ألا أنه بالخاء للبقر وغيره من الحيوان وبالجيم للبقر والناس (وإن كانت شاة جاء بها تيعر) بفتح المثناة الفوقية وسكون المثناة التحتية بعدها مهملة مفتوحة ويجوز كسرها أي لها صوت شديد (فقد بلغت) بتشديد اللام أي حكم الله الذي أرسلت به إليكم وفي الحديث أنه يسن للإمام أن يخطب في الأمور المهمة ومشروعية محاسبة المؤتمن وفيه أن من رأى متأولاً أخطأ في تأويل يضر من أخذ به أن يشهر للناس القول ويبين خطأه ليحذر من الاغترار به وفيه جواز توبيخ المخطئ واستعمال المفضول في الأمانة والإمارة مع وجود من هو أفضل منه وسببه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل عبد الله بن اللتبية بضم اللام وسكون المثناة الفوقية وكسر الموحدة ثم ياء النسب على عمل فجاء فقال هذا لكم وهذا أهدى إلي فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية بعد الصلاة فتشهد وأثني على الله كما هو أهله ثم قال أما بعد فذكره (حم ق) عن أبي حميد الساعدي قال المناوي ذكر البخاري أن هذه الخطبة كانت عشية بعد الصلاة
• (أما بعد ألا أيها الناس) أي الحاضرون أو أعم (فإنما أنا بشر يوشك) أي يقرب (أن يأتي رسول لربي فأجيب) أي يأتني ملك الموت يدعوني فأموت وكنى بالإجابة عن الموت إشارة إلى أن اللائق تلقيه بالقبول كالمجيب إليه باختباره (وأنا تارك فيكم ثقلين) سميا ثقلين لعظمهما وشرفهما وكبر شأنهما وآثر التعبير به لأن الأخذ بما يتلقى عنهما والمحافظة على رعايتهما والقيام