بواجب حرمتيهما ثقيل (أولهما كتاب الله) هو علم بالغلبة على القرآن وقدمه لأحقيته بالتقديم (فيه الهدى) أي من الضلالة (والنور) للصدور (من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل) أي أخطأ طريق السعادة وهلك في ميدان الشقاوة (فخذوا بكتاب الله تعالى واستمسكوا به) أي اعملوا بما فيه من الأوامر واجتنبوا ما فيه من النواهي فإنه السبب الموصل إلى المقامات العلية والسعادة الأبدية (وأهل بيتي) أي وثانيهما أهل بيتي وهم من حرمت عليهم الصدقة أي الزكاة من أقاربه والمراد به هنا علماؤهم (أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي) أي في احترامهم وإكرامهم والقيام بحقهم وكرره للتأكيد (حم) وعبد بن حميد قال المناوي بغير إضافة (م) عن زيد بن أرقم

• (أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله) أي لإعجازه وتناسب ألفاظه واستحالة الكذب في خبره (وأوثق العري كلمة التقوى) أي كلمة الشهادة أو هي الوفاء بالعهد (وخير الملل) الأديان (ملة إبراهيم) ولذلك أمر المصطفى بإتباعها (وخير السنن سنة محمد) لأنها أهدى من كل سنة وأقوم من كل طريقة والسنن جمع سنة وهي قوله أو فعله أو تقريره (وأشرف الحديث ذكر الله) لأن الشيء يشرف بشرف من هوله (وأحسن القصص هذا القرآن) لأنه برهان ما في جميع الكتب ودليل على صحتها لاشتماله على العجائب الحكم والآيات والعبر (وخير الأمور عوازمها) أي فرائضها التي فرض الله على الأمة فعلها (وشر الأمور محدثاتها) أي شر الأمور على الدين ما أحدث من البدع بعد الصدر الأول ولم يشهد له أصل من أصول الشرع (وأحسن الهدي هدي الأنبياء) بفتح الهاء وسكون الدال المهملة أي أحسن الطرائق والسير طريقة الأنبياء لعصمتم من الضلال والإضلال (وأشرف الموت قتل الشهداء) لأنه في الله ولله ولإعلاء كلمة الله (وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى) أي الكفر بعد الإيمان فهو العمى على الحقيقة (وخير العلم ما نفع) أي بأن صحبه عمل وفي نسخة وخير العمل ما نفع أي بأن صحبه إخلاص (وخير الهدي ما اتبع) بالبناء للمجهول أي اقتدى به كنشر علم وتأديب مريد وتهذيب أخلاق (وشر العمى عمى القلب) أي كون الشخص لا يبصر رشده قال تعالى ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى قال البيضاوي والمعنى من كان في هذه الدنيا أعمى القلب لا يبصر رشده كان في الآخرة أعمى لا يرى طريق النجاة (واليد العليا خير من اليد السفلى) أي المعطية خير من الآخذة إذا لم يكن الآخذ محتاجاً (وما قل) أي من الدنيا (وكفى) أي الإنسان لمؤنته ومؤنة ممونه (خير مما كثر والهي) أي عن ذكر الله والدار الآخرة لأن الاستكثار من الدنيا يورث الهم والغم والقسوة (وشر المعذرة حين يحضر الموت) فإن العبد إذا اعتذر بالتوبة عند الغرغرة لا يفيده اعتذاره لأنها حالة كشف الغطاء (وشر الندامة) أي التحسر على ما فات (يوم القيامة) فإنها لا تنفع يومئذ ولا تفيد فينبغي للإنسان أن يكثر من الأعمال الصالحة قبل وقوع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015