ذو شوك يتخذ مثله من حديد وقيل شوك يسمى شوك السعدان وهو نبت ذو شوك جيد مرعى الإبل تسمن عليه (يحبس الله بها من يشاء من خلقه) أي يعوقه عن المرور ليهوى في النار (حتى يعلم أينجو أم لا) قال العلقمي سببه كما في أبي داود عن عائشة أنها ذكرت النار فبكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبكيك قالت ذكرت النار فبكيت فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما فذكره قولها ذكرت النار أي ما يحصل من شدة رؤيتها والعرض عليها أو الورود عليها وقولها فبكيت فيه شدة خوف الصحابة رضي الله تعالى عنهم مع عظم منزلتهم وناهيك بعائشة ومنزلتها عند النبي صلى الله عليه وسلم وقولها هل تذكرون أهليكم يحتمل أن تريد بالأهل نفسها والتقدير هل تذكروني يوم القيامة ويحتمل أن تريد نفسها وبقية صواحباتها (دك) عن عائشة

• (أما بعد) أي بعد حمد الله والثناء عليه قال العلقمي وأوله كما في مسلم عن جابر ابن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعل صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم مساكم ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين اصبعيه السبابة والوسطى ويقول أما بعد إلخ قال الدميري ويستدل به على أنه يستحب للخطيب أن يفخم أمر الخطبة ويرفع صوته ويجزل كلامه ويكون مطابقاً للفصل الذي تكلم فيه من ترغيب أو ترهيب ولعل اشتداد غضبه كان عند إنذاره أمراً عظيماً وقال القرطبي وأما اشتداد الغضب فيحتمل أن يكون عند أمر خولف فيه وسبب الغضب هجوم ما تكرهه النفس ممن دونها وسبب الحزن هجوم ما تكرهه ممن فوقها والغضب يتحرك من داخل الجسد إلى خارجه والحزن يتحرك من خارجه إلى داخله ولذلك يقتل الحزن ولا يقتل الغضب لبروز الغضب وكمون الحزن فصار الحادث عن الغضب السطوة والانتقام والحادث عن الحزن المرض والأسقام لكمونه فلذلك أفضى الحزن إلى الموت ولم يفض الغضب إليه (فإن أصدق الحديث) رواية مسلم خير بدل أصدق قال المناوي أي ما يحدث ب وينقل وليس المراد ما أضيف إلى المصطفى فقط (كتاب الله) أي لإعجازه وتناسب ألفاظه فيه استحباب قول أما بعد في خطب الوعظ والجمعة والعيد وغيرها وكذا في خطب الكتب المصنفة واختلف في أول من تكلم بها فقيل داود صلى الله عليه وسلم وقيل يعرب بن قحطان وقيل قس بن ساعدة وقال كثير من المفسرين أنها فصل الخطاب الذي أوتيه داود عليه الصلاة والسلام وقال المحققون فصل الخطاب الفصل بين الحق والباطل (وإن أفضل الهدى هدى محمد) هو بضم الهاء وفتح الدال فيهما وبفتح الهاء وإسكان الدال أيضاً كذا جاءت الرواية بالوجهين وقد فسر على رواية الفتح بالطريق أي أحسن الطرق طريق محمد صلى الله عليه وسلم يقال فلان حسن الهدى أي الطريقة والمذهب ومنه اهتدوا بهدى عمار وأما على رواية الضم فمعناه الدلالة والإرشاد وهو الذي يضاف إلى الرسول والقرآن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015