من جميع الأعمال والجمهور على فتح ياء محياي وسكون ياء مماتي ويجوز الفتح والسكون فيهما (وإليك مآبي) أي مرجعي (ولك تراثي) بمثناة ومثلثة ما يخلفه الإنسان لورثته فبين أنه لا يورث وأن ما يخلفه صدقة لله تعالى (اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر) أي حديث النفس بما لا ينبغي (وشتات الأمر) أي تفرقه وتشعبه (اللهم إني أسألك من خير ما تجيء به الرياح وأعوذ بك من شر ما يجء به الريح) سأل الله خير المجموعة لأنها تجيء للرحمة وتعوّذ به من شر المفردة لأنها للعذاب (ت هب) عن عليّ أمير المؤمنين (اللهم عافني في جسدي وعافني في بصري واجعله الوارث مني) قال المناوي بأن يلازمني البصر حتى عند الموت لزوم الوارث لمورثه (لا إله إلا الله الحكيم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين) لعله ذكره عقب دعائه إشارة إلى أن من اتصف بكونه حكيماً كريماً منزهاً عن النقائص مستحقاً للوصف بالجميل لا يخيب من سأله (ت ك) عن عائشة قال المناوي إسناده جيد (اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول) الخشية هنا الخوف وقال بعضهم خوف مقترن بتعظيم أي اجعل لنا قسماً ونصيباً يحول ويحجب ويمنع (بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك) أي مع شمولنا برحمتك وليست الطاعة وحدها مبلغة (ومن اليقين ما يهوّن) أي يسهل (علينا مصائب) وفي نسخة مصيبات (الدنيا) أي ارزقنا يقيناً بل وبأن الأمر بقضائك وقدرك وأن لا يصيبنا إلا ما كتبته علينا وأن ما قدرته لا يخلو عن حكمة ومصلحة واستجلاب مثوبة (ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا) أي مدة حياتنا (واجعله الوارث منا) الضمير راجع لما سبق من الأسماع والأبصار والقوة وإفراده وتذكيره على تأويلها بالمذكور والمعنى بوراثتها لزومها له عند موته لزوم الوارث له وقال زين العرب أراد بالسمع وعي ما يسمع والعمل به وبالبصر الاعتبار بما يرى وهكذا في سائر القوى المشار إليه بقوتنا وعلى هذا يستقيم قوله واجعله الوارث منا أي واجعل تمتعنا بأسماعنا وأخويه في مرضاتك باقياً عنا تذكر به بعد قوله ما أحييتنا وتحقق دفع أنه أراد الإرث بعد فنائه وكيف يتصور فناء الشخص وبقاء بعضه أهـ والضمير مفعول أول والوارث مفعول ثان ومناصلة له (واجعل نارنا على من ظلمنا) أي مقصوراً عليه ولا تجعلنا ممن تعدى في طلب ثأره فأخذ به غير الجاني كما كان معهوداً في الجاهلية أو اجعل إدراك ثأرنا على من ظلمنا فندرك به ثأرنا (وانصرنا على من عادانا) أي ظفرنا عليه وانتقم منه (ولا تجعل مصيبتنا في ديننا) أي لا تصبنا بما ينقص ديننا من أكل حرام أو اعتقاد سوء وفترة في العبادة (ولا تجعل الدنيا أكبر همنا) لأن ذلك سبب الهلاك قال العلقمي قال الطيبي فيه أن قليلاً من الهم مما لا بد منه من أمر المعاش مرخص فيه بل مستحب (ولا مبلغ علمنا) أي بحيث يكون جميع معلوماتنا الطرق المحصلة للدنيا (ولا تسلط علينا من لا يرحمنا) قال العلقمي قال الطيبي أي لا تجعلنا