يجوز أن يراد بها الفتنة عند الموت أضيفت إليه لقربها منه ويكون المراد بفتنة المحيا على هذا ما قبل ذلك ويجوز أن يراد بها فتنة القبر أي سؤال الملكين والمراد من شر ذلك وإلا فأصل السؤال واقع لا محالة فلا يدعي برفعه فيكون عذاب القبر مسبباً عن ذلك والسبب غير المسبب وقيل أراد بفتنة المحيا الابتلاء مع زوال الصبر وبفتنة الممات السؤال في القبر مع الحيرة (اللهم إنا نسألك قلوباً أوّاهة) أي متضرعة أو كثيرة الدعاء أو البكاء (مخبتة) أي خاشعة مطيعة منقادة (منيبة) أي راجعة إليك بالتوبة قال العلقمي قال في النهاية الإنابة الرجوع إلى الله بالتوبة يقال أناب ينوب إنابة فهو منيب إذا أقبل ورجع (في سبيلك) أي الطريق إليك (اللهم إنا نسألك عزائم مغفرتك) قال المناوي حتى يستوي المذنب التائب والذي لم يذنب في مآل الرحمة (ومنجيات أمرك) أي ما ينجي من عقابك (والسلامة من كل إثم) أي ذنب (والغنيمة نم كل بر) بكسر الموحدة أي خير وطاعة (والفوز بالجنة والنجاة من النار) وهذا ذكره للتشريع والتعليم (ك) عن ابن مسعود (اللهم اجعل أوسع رزقك عليّ عند كبر سني وانقطاع عمري) أي إشرافه على الانقطاع لأن الآدمي حينئذٍ ضعيف القوى قليل الكدّ عاجز السعي (ك) عن عائشة (اللهم إني أسألك العفة) هي بمعنى العفاف والعفاف هو التنزه عما لا يباح والكف عنه (والعافية في دنياي وديني وأهلي ومالي) أي السلامة من كل مكروه (اللهم استر عورتي) قال المناوي عيوبي وخللي وتقصيري وكل ما يستحيي من ظهوره (وآمن روعتي) قال العلقمي وفي رواية روعاتي قال شيخنا جمع روعة وهي المرة من الروع وهو الفزع (واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بك أن أغتال من تحتي) بالبناء للمفعول قال العلقمي قال في النهاية أي أدهى من حيث لا أشعر يريد به الخسف (البزار) في مسنده (عن ابن عباس (اللهم إني أسألك إيماناً يباشر قلبي) أي يلابسه ويخالطه (حتى أعلم أنه) أي الشأن وفي نسخة أن (لا يصيبني إلا ما كُتب لي) قال المناوي أي قدّرته عليّ في العلم القديم الأزلي أو في اللوح المحفوظ (ورضني من المعيشة بما قسمت لي) أي وأسألك أن ترزقني رضي بما قسمته لي من الرزق (البزار عن ابن عمر) بن الخطاب (اللهم إن إبراهيم كان عبدك وخليلك دعاك لأهل مكة بالبركة) أي بقوله وارزق أهله من الثمرات وقد فعل بنقل الطائف من الشام إليه وكان أقفر لا زرع به ولا ماء (وأنا محمد عبدك ورسولك) قال المناوي لم يذكر الخلة لنفسه مع أنه خليل أيضاً تواضعاً ورعاية للأدب مع أبيه (ادعوك لأهل المدينة) لفظ المدينة صار علماً بالغلبة على طيبة فإذا أطلق انصرف إليها (أن تبارك لهم في مدّهم وصاعهم) أي فيما يكال بهما (مثلي ما باركت لأهل مكة) مفعول مطلق أو حال (مع البركة بركتين) بركتين بدل من مثل ما بارك ومع البركة حال من بركتين لأن نعت النكرة إذا تقدّم عليها يصير حالاً منها ويجوز أن يكون مع البركة بركتين مفعولين لفعل محذوف أي اللهم اجعل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015