(ت) عن علي أمير المؤمنين قال المناوي وكذا أحمد عن أبي قتادة قال الهيثمي ورجاله رجال الصحيح (اللهم إن إبراهيم حرّم مكة فجعلها حراماً) أي أظهر حرمتها بأمر الله تعالى (وإني حرّمت المدينة حراماً ما بين مأزميها) تثنية مأزم بهمزة بعد الميم وبكسر الزاي الجبل وقيل المضيق بين جبلين ثم بين حرمتها بقوله (أن لا يراق فيها دم) قال المناوي أن لا يقتل فيها آدم معصوم بغير حق انتهى وفيه نظر (ولا يحمل فيها سلاح لقتال) قال المناوي أي عند فقد الاضطرار (ولا يخبط فيها شجرة) أي يسقط ورقها (إلا لعلف) قال المناوي بسكون اللام ما تأكله الماشية (اللهم بارك لنا في مدينتنا) أي كثر خيرها (اللهم بارك لنا في صاعنا اللهم بارك لنا في مدّنا) أي فيما يكال بهما (اللهم اجعل مع البركةبركتين) أي ضاعف البركة فيها (والذي نفسي بيده) أي روحي بقدرته وتصريفه (ما من المدينة شِعب) بكسر الشين أي فرجة نافذة بني جبلين (ولا ثقب) بفتح النون وسكون القاف هو طريق بين جبلين (إلا وعليه ملكان) بفتح اللام (يحرسانها حتى تقدموا) أي يحرسان المدينة من العدو إلى قدومكم (إليها) من سفركم قال المناوي وكان هذا القول حين كانوا مسافرين للغزو وبلغهم أن العدو يريد الهجوم أو هجم عليها (م ش) عن أبي سعيد الخدري (اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم) بفتح الميم فيهما وكذا الراء والمثلثة وسكون الهمزة والغين المعجمة والمأثم ما يقتضي الإثم والمغرم قيل الدين فيما لا يحل أو فيما يحل لكن يعجز عن وفائه وهذا تعليم أو إظهار للعبودية والافتقار (ومن فتنة القبر وعذاب القبر) قال العلقمي فتنة القبر هي سؤال الملكين منكر ونكير والأحاديث صريحة فيه ولهذا سمي ملكاً لسؤال الفتانين وما أحسن قول من قال فتنة القبر التحير في جواب منكر ونكير وعلم من العطف أن عذاب القبر غير فتنة القبر فلا تكرار لأن العذاب مرتب على الفتنة والسبب غير المسبب وهو ظاهر إذا فسرنا الفتنة بالتحير وقد يسأل ولا يتحير بأن يجيب على الوضع الصحيح ويحصل بعد السؤال التعذيب لنوع من التقصير في بعض الأعمال كما في مسألة التقصير في البول ونحو ذلك فتنبه لذلك (ومن فتنة النار) هي سؤال الخزنة على جهة التوبيخ وإليه الإشارة بقوله تعالى كلما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير (وعذاب النار) أي إحراقها بعد فتنتها (ومن شر فتنة الغني) قال العلقمي قال ابن العربي فتنة الغني البطر والطغيان والتفاخر به وصرف المال في المعاصي وأخذه من احرام وأن لا يؤدي حقه وأن يتكبر به (وأعوذ بك من فتنة الفقر) أي حسد الأغنياء والطمع في مالهم والتذلل لهم وعدم الرضى بالمقسوم (وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال) قال المناوي بحاء مهملة لكون إحدى عينيه ممسوحة أو لمسح الخير منه أو لمسحه الأرض أي يقطعها في أمد قليل والدجال من الدجل وهو الخلط والكذب استعاذ منه مع كونه لا يدركه نشر الخبرة بين الأمة لئلا يلتبس كفره على مدركه (اللهم اغسل عني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015