وهو المقابل بقوله صلى الله عليه وسلم الغنى غنى النفس والمعنى بقولهم من عدم القناعة لم يفده المال غنا قال القاضي عياض وقد تكون استعاذته من فقر المال والمراد الفتنة من احتماله وقلة الرضى به ولهذا ورد من فتنة الفقر وقال زين العرب الفقر المستعاذ منه هو الفقر المدقع الذي يفضى بصاحبه إلى كفران نعم الله تعالى ونسيان ذكره والمدقع هو الذي لا يصحبه خير ولا ورع فيوقع صاحبه فيما لا يليق (فائدة) المدقع بالدال والعين المهملتين بينهما قال في المصباح دقع يدقع من باب تعب لصق بالدقعاء ذلاً وهي التراب وزان حمراء (أو الكفر) أي من جميع أنواعه (والفسوق والشقاق) أي مخالفة الحق بأن يصير كل من المتنازعين في شق (والنفاق) أي الحقيقي أو المجازي (والسمعة) بضم السين وسكون الميم التنويه بالعمل ليسمعه الناس وقال ابن عبد السلام السمعة أن يخفى عمله لله ثم يحدث به الناس (والرياء) بكسر الراء وتخفيف التحتية والمد إظهار العبادة بقصد رؤية الناس لها ليحمدوا صاحبها وقال ابن عبد السلام الرياء أن تعمل لغير الله تعالى قال المناوي واستعاذته من هذه الخصال إبانة عن قحها والزجر عنها (وأعوذ بك من الصمم) أي بطلان السمع أو ضعفه (والبكم) قال المناوي الخرس أو أن يولد لا ينطق ولا يسمع اهـ وقال العلقمي عن الأزهري بكم بيكم من باب تعب فهو أبكم أي أخرس وقيل الأخرس الذي خلق ولا نطق له ولا يعقل الجواب (والجنون) أي زوال العقل (والجذام) وهو علة يحمر منها العضو ثم يسود ثم يتقطع ويتناثر وقال المناوي علة تسقط الشعر وتفتت اللحم وتجري الصديد منه (والبرص) وهو بياض شديد يبقع الجلد ويذهب دمويته (وسيئ الأسقام) من إضافة الصفة إلى الموصوف أي الأمراض الفاحشة الرديئة (ك) والبيهقي في كتاب (الدعاء عن أنس) قال الحاكم صحيح وأقروه

• (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ودعاء لا يسمع ونفس لا تشبع) تقدم الكلام عليه في قوله اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع (ومن الجوع) أي الألم الذي ينال الحيوان من خلو المعدة (فإنه بئيس الضجيع) أي المضاجع لي في فراشي استعاذ منه لأنه يمنع استراحة البدن ويحلل المواد المجمودة بلا بدل ويشوش الدماغ ويورث الوسواس ويضعف البدن عن القيام بوظائف العبادات وقال بعضهم المراد به الجوع الصادق وله علامات منها أن لا تطلب النفس إلا دم بل تأكل الخبز وحده بشهوة أي خبز كان فمهما طلب خبزًا بعينه وطلب إدمًا فليس ذلك بجوع أي صادق وقيل علامة الجوع أن يبصق فلا يقع الذباب عليه لأنه لم يبق فيه دهنية ولا دسومة فيدل ذلك على خلو المعدة (ومن الخيانة) قال المناوي مخالفة الحق بنقض العهد في السر قال العلقمي وقال بعضهم أصل الخيانة أن يؤتمن الرجل على شيء فلا يؤدي الأمانة فيه قال أبو عبيد لا نراه خص به الأمانة في أمانات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015