(إن لم تكن ساخطًا علي) وفي رواية إن لم يكن لك سخط علي (فلا أبالي) أي بما تصنع أعداءي (غير أن عافيتك) أي السلامة من البلايا والمحن والمصائب (أوسع لي) فيه أن الدعاء بالعافية مطلوب محبوب (أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت له السموات والأرض وأشرقت له الظلمات) قال المناوي ببناء أشرقت للمفعول من شرقت بالضوء تشرق إذا امتلأت به (وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة) بفتح اللام وتضم أي استقام وانتظم (أن تحل علي غضبك) أي من أن تنزله بي أو توجبه علي (أو تنزل علي سخطك) أي غضبك فهو من عطف المرادف (ولك العقبى) بضم المهملة آخره ألف مقصورة (حتى ترضى) أي أسترضيك حتى ترضى قال العلقمي قال في النهاية واستعتب طلب أن يرضى عنه (ولا حول ولا قوة إلا بك) أي لا تحول عن فعل المعاصي ولا قوة على فعل الطاعات إلا بتوفيقك قال المناوي وفيه أبلغ رد على الأستاذ ابن فورك حيث ذهب إلى أن الولي لا يجوز أن يعرف أنه ولي لأنه يسلبه الخوف ويجلب له الأمن فإن الأنبياء إذا كانوا أشد خوفًا مع علمهم بنبوتهم فكيف بغيرهم اهـ فانظر ما وجه أخذ هذا من الحديث (طب) عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب

• (اللهم واقية كواقية الوليد) أي المولود أي اسألك كلاءة وحفظًا كحفظ الطفل المولود أو أراد بالوليد موسى عليه الصلاة والسلام لقوله تعالى ألم نر بك فيتًا وليدًا أي كما وقيت موسى شر فرعون وهو في حجره فقني شر قومي وأنا بين أظهرهم (ع) عن ابن عمر بن الخطاب قال المناوي وفي إسناده مجهول

• (اللهم كما حسنت خلقي) بالفتح أي أوصافي الظاهرة (فحسن خلقي) بالضم أي أوصافي الباطنة (حم) عن ابن مسعود قال المناوي وإسناده جيد جدًا

• (اللهم احفظتني بالإسلام قائمًا واحفظني بالإسلام قاعدًا واحفظني بالإسلام راقدًا) أي حال كوني قائمًا وقاعدًا وراقدًا يعني في جميع الحالات (ولا تشمت بي عدوًا ولا حاسدًا) أي لا تنزل بي بلية يفرح بها عدوي وحاسدي (اللهم أني اسألك من كل خير خزائنه بيدك وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك) قال المناوي وفي رواية بيديك في الموضعين واليد مجاز عن القدرة المتصرفة وتثنيتها باعتبار التصرف في العالمين (ك) عن ابن مسعود

• (اللهم إني اسألك موجبات رحمتك) أي مقتضياتها بوعدك فإنه لا يجوز الخلف فيه وإلا فالحق سبحانه وتعالى لا يجب عليه شيء (وعزائم مغفرتك) أي موجباتها يعني اسألك أعمالا بعزم تهب بها لي مغفرتك (والسلامة من كل إثم) قال العلقمي قال شيخنا قال العراقي فيه جواز سؤال العصمة من كل الذنوب وقد أنكر بعضهم جواز ذلك إذ العصمة إنما هي للأنبياء والملائكة قال والجواب أنها في حق الأنبياء واجبة وفي حق غيرهم جائزة وسؤال الجائز جائز إلا أن الأدب سؤال الحفظ في حقنا لا العصمة وقد يكون هذا هو المراد هنا (والغنيمة من كل بر) بكسر الباء الموحدة أي طاعة وخير (والفوز بالجنة والنجاة من النار) ذكره تعليمًا للأمة لأمنه لأنه متيقن الفوز والنجاة (ك) عن ابن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015