أي الرفق بكم قال المناوي فإنّ انتظام المعاش والمعاد دائر مع العدل والتفاضل يجر إلى التباغض المؤدي إلى العقوق ومنع الحقوق (طب) عن النعمان بضم النون (ابن بشير وإسناده حسن) (أعدى عدوّك) يعني من أشدّ أعدائك (زوجتك التي تضاجعك) فى الفراش (وما ملكت يمينك) من الأرقاء لأنهم يوقعونك فى الإثم والعقوبة ولا عداوة أعظم من ذلك قال العلقمي قوله أعدى عدوك زوجتك التي تضاجعك أى إذا أطعتها فى التخلف عن الطاعة أو كانت سبباً لمعصية كأخذ مال من غير حله ولهذا حذر الله عن طاعتهم بقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إنّ من أزواجكم وأولادكم عدوّا لكم فاحذروهم قال المفسرون بأن تطيعوهم فى التخلف عن الطاعة (فر) عن أبى مالك الأشعرى وإسناده حسن (اعذر الله إلى أمره) قال العلقمى قال شيخنا زكريا أي أزال عذره فلم يبق له اعتذاراً حيث أمهله هذه المدّة ولم يعتبر إلا لم يفعل ما يغنيه عن الاعتذار فالهمزة للسلب وقال شيخ شيوخنا الأعذار إزالة العذر والمعنى أنه لم يبق له اعتذار كان يقول لو مدّ لي فى الأجل لفعلت ما أمرت به يقال اعذر إليه إذا بلغه أقصى الغاية فى العذر ومكنه منه وإن لم يكن له عذر فى ترك الطاعة مع تمكنه منها بالعمر الذى حصل له فلا ينبغى له حينئذ إلا الاستغفار والطاعة والإقبال على الآخرة بالكلية ونسبة الإعذار الى الله مجازية والمعنى أن الله لم يترك للعبد سبباً للاعتذار يتمسك به والحاصل أنه لا يعاقب إلا بعد حجة (أخر أجله) أي أطاله (حتى بلغ ستين سنة) قال العلقمي قال ابن بطال إنما كانت الستون حداً لأنها قريبة من المعترك وهى سن الإنابة والخشوع وترقب المنية (خ) عن أبى هريرة (أعربوا القرآن) بفتح الهمزة وسكون العين المهملة وكسر الراء قال العلقمي المراد بإعرابه معرفة معاني ألفاظه وليس المراد الإعراب المصطلح عليه عند النحاة وهو ما يقابل اللحن لأن القراءة مع فقده ليست قراءة ولا ثواب فيها (والتمسوا غرائبه) أي اطلبوا معنى الألفاظ التي تحتاج إلى البحث عنها فى اللغة وقال المناوي أعربوا القرآن أي بينوا ما فيه من غرائب اللغة وبدائع الإعراب وقوله التمسوا غرائبه لم يرد به غرائب اللغة لئلا يلزم التكرار ولهذا فسره ابن الأثير بقوله غرائبه فرائضه وحدوده وهى تحتمل وجهين أحدهما فرائض المواريث وحدود الأحكام والثاني أنّ المراد بالفرائض ما يلزم المكلف اتباعه وبالحدود ما يطلع به على المعاني الخفية والرموز الدقيقة قال الطيبي وهذا التأويل قريب من معنى خبر أنزل القرآن على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن الحديث فقوله أعربوا إشارة إلى ما ظهر منه وفرائضه وحدوده إلى ما بطن منه ولما كان الغرض الأصلى هذا الثاني قال والتمسوا أي شمروا عن ساعد الجدّ في تفتيش ما يعنيكم وجدوا فى تفسير ما يهمكم من الأسرار ولا توانوا فيه (ش ك) عن أبي هريرة (أعربوا الكلام) المراد بالإعراب هنا ما يقابل اللحن (كي تعربوا القرآن) أي تعلموا الإعراب لأجل أن تنطقوا بالقرآن من غير لحن (ابن