للمفعول (أنا ذاك أنا ذاك) قال العلقمي أصل ذلك أن الرجل إذا أراد إنذار قومه وإعلامهم بمخوف وكان بعيدا نزع ثوبه وأشار به إليهم فاخبرهم بمادهمهم وهو أبلغ في الحث على التأهب للعدو فكذا النبي صلى الله عليه وسلم (هب) عن سهل بن سعد الساعدي وإسناده حسن
• (مثلي ومثلكم كمثل رجل) أي صفتي وصفة ما بعثني الله به من إرشادكم لما ينجيكم كصفة رجل (أوقد نارا فجعل) وفي رواية فلما أضاءت ما حوله جعل (الفراش) جمع فراشة بفتح الفاء دويبة تطير في الضوء شغفا به وتوقع نفسها في النار (والجنادب) جمع جندب بضم الجيم وفتح الدال وتضم نوع على خلقة الجراد ويضر في الليل ضرًا شديدًا (يقعن فيها وهو يذبهن عنها) أي يدفعها عن النار والوقوع فيها (وأنا آخذ) قال العلقمي روى بوجهين أحدهما اسم فاعل بكسر الخاء وتنوين الذال والثاني فعل مضارع بضم الذال والأول أشهروهما صحيحان (بحجزكم) جمع حجزة بضم الحاء وسكون الجيم معقد الأزار يعني أنا أخذكم حتى (أبعدكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي) قال العلقمي روى بوجهين أحدهما فتح التاء والفاء واللام المشددة والثاني ضم التاء وإسكان الفاء وكسر اللام المخففة وكلاهما صحيح يقال فلت مني وتفلت إذا نازعك للفلت والهرب ثم غلب وهرب ومقصود الحديث أنه صلى الله عليه وسلم شبه تساقط الجاهلين والمخالفين بمعاصيهم وشهواتهم في نار الآخرة وحرصهم على الوقوع في ذلك مع منعه إياهم وقبضه على مواضع المنع منهم بتساقط الفراش في نار الدنيا لهواه وضعف تمييزه فكلاهما حريص على هلاك نفسه ساع في ذلك لجهله (حم م) عن جابر بن عبد الله
• (مجالس الذكر) أي أصحابها (تنزل عليهم السكينة وتحفهم الملائكة) من جميع جهاتهم (وتغشاهم) أي تعلوهم (الرحمة ويذكرهم الله على عرشه) وفيه شمول لتدبر القرآن والتفقه في الدين وتعداد نعم الله علينا (حل) عن أبي هريرة وأبي سعيد بإسناد حسن
• (مداراة الناس) أي ملاطفتهم بالقول والفعل (صدقة) أي يثاب عليها ثواب الصدقة ولهذا كان من أخلاق المصطفي المحافظة على المداراة وبلغ م مداراته أنه وجد قتيلا من أصحابه ففداه بمائة ناقة من عنده وكان من مداراته أنه لا يذم طعاما ولا ينهر خادما ولا يضرب امرأة واحتمال الأذى يظهر جوهر النفس ومحل ذلك ما لم يشبها بمعصية وإلا صارت مداهنة (حب طب هب) عن جابر بن عبد الله
• (مررت ليلة أسرى بي على موسى) حال كونه (قائما يصلى في قبره) قال المناوي أي يدعو الله ويثنى عليه ويذكره فالمراد الصلاة اللغوية وقيل الشرعية وموت الأنبياء إنما هو راجع لتغيبهم عنا بحيث لا ندركهم مع وجودهم وحياتهم وذلك كحالنا مع الملائكة فإنهم موجودون إحياء ولا يراهم أحد من نوعنا إلا من خصه الله بكرامة من أوليائه انتهى وقال العلقمي قال النووي فإن قيل كيف يحجون ويلبون وهم أموات وهم في الدار الآخرة وليست دار عمل فاعلم أن للمشايخ وفيما ظهر لنا عن هذا أجوبة احدها أنهم كالشهداء بل أفضل منهم