ثدى (إلى تراقيهما) جمع ترقوة العظم المشرف على أعلى الصدر (فاما المنفق فلا ينفق شيئًا إلا سبغت) بفتح المهملة وموحدة مخففة وغين معجمة امتدت وعظمت (على جلده حتى تخفى) بضم المثناة الفوقية وخاء معجمة ساكنة وفاء مكسورة أي تستر (بنانه) بفتح الموحدة ونونين أصابعه (وتعفو) بالنصب (أثره) محر كا أي تمحو أثر مشيه لسيوغها يقال عفت الدار إذا غطاها التراب والمعنى أن الصدقة تستر خطاياه كما يغطي الثوب الذي يجر على الأرض أثر صاحبة إذا مشى بمرور الذيل عليه (وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئًا إلا لزقت) بكسر الزاي أي التصقت (كل حلقة) بسكون اللام (مكانها) قال العلقمي في رواية مسلم انقبضت وفي رواية همام عضت كل حلقة مكانها وفي رواية سلمان عند مسلم قلصت (فهو يوسعها فلا تتسع) قال العلقمي قال في الفتح قال الخطابي وغيره هذا مثل ضربه النبي صلى الله عليه وسلم للبخيل والمتصدق فشبهما برجلين أراد كل واحد منهما أن يلبس درعا ليستتر بها من سلاح عدوه فصبها على رأسه ليلبسها والدروع أول ما تقع على الصدور الثديين إلى أن يدخل الإنسان يديه في كميها فجعل المنفق والمتصدق كمثل من لبس درعا سابغة فاسترتسلت عليه حتى استتر جميع بدنه وجعل البخيل كمثل رجل غلت يداه إلى عنقه كلما أراد لبسها اجتمعت إلى عنقه فلزمت ترقونه وهو معنى قلصت أي تضامت واجتمعت والمراد أن الجواد إذا هم بالصدقة انفتح لها صدره وطابت نفسه فتوسعت في الانفاق والبخيل إذا حدث نفسه بالصدقة شحت نفسه فضاق صدره وانقبضت يداه ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون (حم ق ن) عن أبي هريرة

• (مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه كمثل الحي والميت) قال العلقمي هذه رواية مسلم ورواية البخاري مثل الذي يذكر ربه عز وجل ثم قال هذا اللفظ توارد عليه جمع من الحفاظ وهو يدل على أن الذي يوصف بالحياة والموت حقيقة هو الساكن لا المسكن وإن إطلاق الحي والميت في وصف البيت إنما يراد به ساكن البيت فشبه الذاكر بالحي الذي ظاهره متزين بنور الحياة وباطنه بنور المعرفة وغير الذاكر بالميت الذي ظاهره عاطل وباطنه باطل وقيل موضع التشبيه بالحي والميت لما في الحي من النفع لمن يواليه والضرر لمن يعاديه وليس ذلك في الميت (ق) عن أبي موسى الأشعري

• (مثل الجليس) على وزن فعيل (الصالح والجليس السوء كمثل) بزيادة الكاف أو مثل (صاحب المسك) وفي رواية حامل والمسك بكسر الميم المعروف (وكير الحداد) بكسر الكاف بعدها تحتية ساكنة معروف وحقيقته البناء الذي يركب عليه الزق والزق هو الذي ينفخ فيه فاطلق على الزق اسم الكير مجازا لمجاورته له وقيل الكير هو الزق نفسه وأما البناء فاسمه الكور (لا يعدمك من صاحب المسك) بفتح أوله وكذلك الدال من العدم النفع أو الضراى لا يعدوك تقول ليس يعدمني هذا إلا مراى ليس يعدوني وفي رواية أبي زيد بضم أوله وكسر الدال أي لا يعدمك صاحب المسك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015