تصل قدرتهم إليه ولهذا لما كانت العرب الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم في الغاية من البلاغة جاءهم بالقرآن الذي تحداهم أن يأتوا بسورة من مثله فلم يقدروا على ذلك وقيل المعنى إن المعجزات الأنبياء انقرضت بانقراض اعصارهم فلم يشاهدها إلا من حضرها ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة وخرقه العادة في أسلوبه وبلاغته وأخباره بالمغيبات فلا يمر عصر من الأعصار إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر أنه سيكون يدل على صحة دعواه (فأرجوا) أي آمل (أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة) رتب هذا الكلام على ما تقدم من معجزة القرآن المستمرة لكثرة فائدته وعموم نفعه لاستماله على الدعوة والحجة والأخبار بما سيكون فعم نفعه من حضر ومن غاب ومن وجد ومن سيوجد (حم ق) عن أبي هريرة

• (ما من الذكر أفضل من لا إله إلا الله ولا من الدعاء أفضل من الاستغفار) وتمامه ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه لا إلا اله الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات وروى الحكيم إن الاستغفار يخرج يوم القيامة فينادى يا رب حقي حقي فيقال خذ حقك فيحتفل أهله (طب) عن ابن عمرو بن العاص قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

• (ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كساحبة القمر بينما القمر يضيء إذ علته سحابة فاظلم أو) يحتمل أن أو بمعنى إلى أي أظلم إلى أن وفي نسخة إذ (تجلب) فابن آدم بارتكاب الذنوب يسود قلبه ويعلوه الرين فإذا تاب صقل قلبه وانجلى وزال عنه الرين (طب) عن علي أمير المؤمنين

• (ما من أدمي) من زائدة (إلا في) وفي نسخة إلا وفي (رأسه حكمة) بفتحتان قال في النهاية الحكمة حديدة من اللجام تكون على أنف الفرس وحنكة تمنعه من مخالفة راكبه ولما كانت الحكمة تأخذ بفهم الدابة وكان الحنك متصلا بالرأس جعلها تمنع من هي في رأسه كما تمنع الحكمة الدابة (بيد ملك) موكل به (فإذا تواضع) للحق والخلق (قيل للملك) من قبل الله (ارفع حكمته) أي قدره ومنزلته (وإذا تكبر قيل للملك ضع حكمته) كناية عن إذلاله فإن من صفة الذليل أن ينكس رأسه فثمره التكبر في الدنيا الذلة بين الخلق وفي الآخرة دخول النار (طب) عن ابن عباس البزار عن أبي هريرة وإسناده حسن

• (ما من احد يدعوا بدعاء إلا آتاه الله ما سأل أو كف عنه من السوء مثله ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم) فكل داع يستجاب له لكن تتنوع الإجابة فتارة تقع بعين ما دعى به وتارة يعوضه الله بحسب المصلحة (حم ت) عن جابر

• (ما من أحد يسلم علي إلا رد الله على روحي) أي رد على نطقي لأنه حي دائما وروحه لا تفارقه لأن الأنبياء أحياء في قبورهم (حتى أرد عليه السلام (د) عن أبي هريرة وإسناده حسن

• (ما من أحد يموت إلا ندم أن كان محسنا ندم أن لا يكون إزداد خيرا) أي من عمله (وإن كان مسيئا ندم أن لا يكون نزع عن الذنوب) ونزع نفسه عن ارتكاب المعاصي وتاب وصلح عمله (ت) عن أبي هريرة وضعفه المنذري

• (ما من أحد يحدث في هذه الأمة حدثا لم يكن) أي لم يشهد له أصل من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015