خبيثة كريهة الطعم والريح يكره أهل النار على تناولها (قطرات في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن تكون طعامه) فيه التحذير من العمل المودى إلى دخول النار (حم ت ن هـ حب ك) عن ابن عباس قال ت حسن صحيح
• (لو أن مقمعاً من حديد أي سوطاً رأسه معوج وحقيقته ما يقمع به أي يكف بعنف (وضع في الأرض فاجتمع له الثقلان) الإنس والجن قال المناوي سميا به لثقلهما على الأرض (ما أقلوه من الأرض) أي ما رفعوه (ولو ضرب الجبل بمقمع من حديد كما يضرب أهل النار لتفتت وعاد غباراً) فاعتبروا يا أولى الأبصار (حم ع ك) عن أبي سعيد وهو حديث حسن
• (لو أنكم تكونون) على كل حال (على الحالة التي أنتم عليها عندي) من التفكر في مصنوعات الله تعالى (لصافحتكم الملائكة بأكفهم ولزارتكم في بيوتكم) إجلالاً لكم (ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم) فبادروا بالتوبة عند حصول الذنب قال الشيخ وفي ابن ماجه والصحيحين قلت يا رسول الله ما لنا إذا كنا عندك رقت قلوبنا وزهدنا في الدنيا وكنا من أهل الآخرة فإذا خرجنا من عندك فأتينا أهلنا وشمنا أولادنا أنكرنا أنفسنا فذكره (حم ت) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح
• (لو أنكم إذا خرجتم من عندي تكونون على الحال الذي تكونون عليه) عندي لصافحتكم) الملائكة (بطرق المدينة) قال المناوي وخص الطريق لأنها محل الغفلات وإذا صافحتهم فيها ففي غبرها أولى ونبه بذلك على أن الغفلة تعتريهم في غيبتهم عنه لا في حضورهم عنده (ع) عن أنس بإسناد صحيح
• (لو أنكم توكلون) بحذف إحدى التاءين للتخفيف (على الله حق توكله) بأن تعلموا أنه لا فاعل إلا الله وإن كل موجود من خلق ورزق وعطاء ومنع من الله ثم تسعون في الطلب بوجه جميل وتوكل (لرزقكم كما ترزق الطير) قال المناوي بمثناة فوقية مضمومة أوله بضبط المؤلف (تغدو خماصاً) بكسر الخاء المعجمة وآخره صاد مهملة جمع خميص وهو الضامر أي تذهب بكرة وهي جياع (وتروح) ترجع (بطاناً) بكسر الموحدة جمع بطين وهو العظيم البطن أي ترجع عشاء وهي ممتلئة البطون قال العلقمي قال البيهقي في شعب الإيمان ليس في هذا الحديث دلالة على القعود عن الكسب بل فيه ما يدل على طلب الكسب بل فيه ما يدل على طلب الرزق لأن الطير إذا غدت فإنما تغدو لطلب الرزق دائماً أراد والله أعلم لو توكلوا على الله في ذهابهم ومجيئهم وتصرفهم ورأوا أن الخير بيده ومن عنده لم ينصرفوا إلا سالمين غانمين كالطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً لكنهم يعتمدون على قوتهم وجلدهم ويغشون ويكذبون ولا ينصحون وهذا خلاف التوكل اهـ وقال عامر بن عبد الله قرأت ثلاث آيات في كتاب الله تعالى فاستغنيت بهن عما إنا فيه فاستغنيت بقوله سبحانه وتعالى وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله فقلت إن أرادني بضر لم يقدر أحد ينفعني وإن أعطاني لم يقدر أحد أن يمنعني وقوله تعالى فاذكروني أذكركم