والظاهر أن المراد عافيته من ذلك البلاء (كيوم) بفتح الميم أفصح من الجر (ولدته أمه) سالماً من الخطايا (ويقول الرب عز وجل للحفظة أني أنا قيدت عبدي هذا وابتليته فأجروا له) بفتح الهمزة (ما كنتم تجرون له قبل ذلك من الأجر وهو صحيح) قال الغزالي لأن الصبر على ذلك شديد على النفس فلما قاسى مرارة الصبر عليه جوزى بهذا الجزاء العظيم (حم ع طب حل) عن شداد بن أوس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن
• (قال الله تعالى يا ابن آدمإنك ما ذكرتني) أي مدة ذكرك إياي أو ما شرطية والجواب (شكرتني) ويرشد إلى الثاني قوله (وإذا ما) بزيادة ما وفي نسخة إسقاطها (نسيتني كفرتني) أي كفرت إنعامي عليك (طس) عن أبي هريرة وإسناده واه
• (قال الله عز وجل أنفق) بفتح الهمزة وسكون القاف بصيغة الأمر بالإنفاق أي على عيالك والفقراء والمساكين إن وجدت سعة (أنفق عليك) بضم الهمزة وسكون القاف على الجواب بصيغة المضارع ومنه قوله تعالى وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه (حم ق) عن أبي هريرة
• (قال الله تعالى يؤذيني ابن آدم) قال القرطبي معناه يخاطبني من القول بما يتأذى به من يجوز في حقه التأذي والله منزه عن أن يصل إليه الأذى وإنما هذا من التوسع في الكلام والمراد أن من وقع ذلك منه تعرض لسخط الله تعالى (يسب الدهر) قال المناوي وهو اسم لمدة العال ممن مبدأ تكوينه إلى انقراضه (وأنا الدهر) بالرفع بمعنى الداهر أي المدبر المصرف لما يحدث او هو على حذف المضاف أي صاحب الدهر ومدبر الأمور التي ينسبونها إلى الدهر وكان عادتهم إذا أصابهم مكروه أضافوه إلى الدهر فقالوا بؤساً للدهر وتباً للدهر فمن سب الدهر من أجل أنه فاعل هذه الأمور عاد سبه إلى ربه الذي هو فاعلها وقال أحمد من نسب شيئاً من الأفعال إلى الدهر حقيقة كفر ومن جرى هذا اللفظ على لسانه غير معتقد لذلك فليس بكافر لكن يكره له ذلك لتشبهه بأهل الكفر في الإطلاق وقال بعضهم يجوز في الدهر النصب على انه ظرف أي فإن الله باق مقيم أبداً لا يزول (بيدي الأمر اقلب الليل والنهار) أي أنا فاعل ما يضاف إلى الدهر من الحوادث (حم ق) عن أبي هريرة رضي الله عنه
• (قال الله تعالى يؤذيني ابن آدم) قال النووي أي يعاملني معاملة توجب الأذى في حقكم (يقول) إذا أصابه مكروه (يا خيبة الدهر) بفتح الخاء المعجمة وإسكان التحتانية بعدها موحدة الحرمان وهو دعاء على الدهر بالخيبة (فلا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر فإني أنا الدهر) فيه ما تقدم (اقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتها) وسببه أن العرب كان شأنها أن تسب الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة بها من موت أو هرم أو تلف أو غير ذلك فيقولون يا خيبة الدهر ونحو هذا من ألفاظ سب الدهر فنهاهم عن ذلك أي لا تسبوا فاعل النوازل فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى لأنه هو فاعلها ومنزلها (م) عن أبي هريرة
• (قال الله تعالى سبقت رحمتي غضبي) ي غلبت آثار رحمتي على