قال المناوي باعتبار المعنى لا اللفظ لأن الدعاء من قوله إياك نعبد وإياك نستعين يزيد على الثناء (ولعبدي ما سأل) أي له السؤال ومني العطاء (فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين) تمسك به من لا يرى البسملة منها لكونه لم يذكرها قال العلقمي وأجاب أصحابنا وغيرهم ممن قال أن البسملة آية من الفاتحة بأجوبة أحدها أن التنصيف عائد إلى جملة الصلاة لا إلى الفاتحة هذا حقيقة اللفظ والثاني أن التنصيف عائد إلى ما يختص بالفاتحة من الآيات الكاملة والثالث معناه فإذا انتهى العبد في قراءته إلى الحمد لله رب العالمين (قال الله تعالى حمدني عبدي) أي مجدني وأثنى علي بما أنا أهله (فإذا قال العبد الرحمن الرحيم) أي المصوف بكمال الأنعام (قال الله تعالى أثنى عليّ عبدي) لاشتمال اللفظين على الصفات الذاتية والفعلية (فإذا قال العبد مالك يوم الدين قال مجدني عبدي) أي عظمني قال العلقمي ووجه مطابقة هذا لقوله مالك يوم الدين أن الله تعالى منفرد بالملك ذلك اليوم ويجزي العباد ويحاسبهم والدين الحساب وقيل الجزء ولا دعوى لأحد في ذلك اليوم لا حقيقة ولا مجازاً وأما في الدنيا فلبعض العباد ملك أمجازي ويدعي بعضهم دعوى باطلة وكل هذا منقطع في ذل اليوم هذا معناه وإلا فالله سبحانه وتعالى هو المالك على الحقيقة في الدارين وما فيهما ومن فيهما وكل من سواه مربوب له عبد مسخر ثم في هذا الاعتراف من التعظيم والتمجيد وتفويض الأمر مالا يخفى (فإذا قال العبد إياك نعبد وإياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل) قال المناوي فالذي للعبد منها إياك نعبد والذي لله منها إياك نستعين (فإذا قال العبد اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليم ولا الضالين قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل) قال العلقمي وفي رواية هؤلاء لعبدي وفي هذه الرواية دليل على أن اهدنا وما بعدها إل آخر السورة ثلاث آيات لا آيتان وفي المسألة خلاف مبني على ان البسملة هل هي من الفاتحة أم لا ومذهبنا ومذهب الأكثرين أنها آية منها وإن اهدنا وما بعدها آيتان ومذهب مالك وغيره ممن يقول أنها ليست من الفاتحة قال أن اهدنا وما بعدها ثلاث آيات وللأكثرين أن يقولوا قوله هؤلاء المراد به الكلمات لا الآيات وهذا أحسن من أن الجمع محمول على آيتين لأن هذا مجاز عند الأكثرين فيحتاج إلى دليل على صرفه عن الحقيقة إلى المجاز (حم م 4) عن أبي هريرة
• (قال الله تعالي يا عبادي) قال المناوي جمع عبد وهو شامل للإماء أي النساء بقرينة التكليف (إني حرمت) أي منعت (الظلم على نفسي) قال المناوي أي تقدست وتعاليت عنه لأنه مجاوزة الحد أو التصرف في ملك الغير وكلاهما مستحيل في حقه تعالى انتهي والظلم لغة وضع الشيء في غير موضعه قال العلقمي قال الطوفي قلت هذا قول الجمهرو وقد ذهب قوم إلى ان عز وجل قادر على الظلم لكنه لا يفعله عدلاً منه وتنزها عنه واحتجوا بقوله وما أنا بظلام للعبيد وهو تمدح بنفي الظلم والحكيم لا يتمدح إلا بما يقدر عليه