من ريح المسك ولا سيما بالإضافة إلى الخلوف وقال الداودي وجماعة المعنى أن الخلوف أكثر ثواباً من المسك المندوب إليه في الجمع ومجالس الذكر ورجح النووي هذا الأخير وحاصله حمل معنى الطيب على القبول والرضى وقد نقل القاضي حسين في تعليقه أن للطاعات يوم القيامة ريحاً يفوح فرائحة الصيام فيها بين العبادات كالمسك وقال شيخنا قد تنازع ابن عبد السلام وابن الصلاح في ذلك هل هو خاص بالآخرة أم لا فذب الأول إلى اختصاصه بها كدم الشهيد لحديث عند مسلم وأحمد والنسائي عن أبي صالح أطيب عند الله يوم القيامة وخالفه ابن الصلاح لحديث البيهقي وغيره فإن خلوف أفواههم حين يمسون وهذا صريح في كونه في الدنيا قال وأما ذكر يوم القيامة في تلك الرواية فلأنه يوم الجزاء وفيه يظهر رجحان الخلوف في الميزان على المسك المستعمل لدفع الرائحة الكريهة طلباً لرضى الله حيث يؤمر باجتنابها ونظيره أن ربهم بهم يومئذ لخبير إذ هو خبير بهم في كل يوم ويؤخذ من الحديث تفضيل الخلوف على دم الشهيد لأن الدم شبيه بريح المسك والخلوف وصف بأنه أطيب (وللصائم فرحتان يفرحهما) أصله يفرح بهما فحذف الجار ووصل الضمير (إذا أفطر فرح بفطره) قال العلقمي قال القرطبي فرح بزوال جوعه وعطشه حيث أبيح له الفطر وهذا الفرح طبيعي وهو السابق للفهم وقيل أن فرحه بفطره إنما هو من حيث أنه تمام صومه وخاتمة عبادته وتخفيف من ربه ومعونة على مستقبل صومه قلت ولا مانع من الحمل على ما هو أعم مما ذكره ففرح كل احد بحسبه لاختلاف مقامات الناس في ذلك فمنه من يكون فرحه مباحاً وهو الطبيعي ومنهم من يكون مستحباً وهو من يكون بسبب شيء مما ذكره (وإذا لقي ربه فرح بصومه) أي بجزائه وثوابه أو بالنظر إلى وجه ربه (ق ن) عن أبي هريرة
• (قال الله تعالى ثلاثة أنا خصمهم) زاد ابن خزيمة وابن حبان ومن كنت خصمه خصمته (يوم القيامة) والخصم مصدر خصمته اخصمه نعت به للمبالغة كعدل يطلق على الواحد وعلى الاثنين وعلى أكثر من ذلك وقال الهروي الواحد يكسر أوله وقال الفراء الأول قول الفصحاء ويجوز في اثنين خصمان وفي الثلاثة خصوم (رجل أعطى بي ثم غدر) مفعوله محذوف والتقدير أعطى يمينه بي أي عاهد عهداً وحلف عليه بالله ثم نقضه (ورجل باع حراً ثم أكل ثمنه) خص الأكل لأنه أعظم مقصوداً وإنما كان إثمه شديداً لأن المسلمين أكفاء في الحرية فمن باع حراً فقد منعه التصرف فيما أباح الله له وألزمه الذل الذي أنقذه الله منه والحر عبد الله فمن جنى عليه فخصمه سيده (ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه) ما استأجره لأجله من العمل (ولم يعظه أجره) لأنه استوفى منفعته بغير عوض واستخدمه بغير أجرة فكأنه استعبده (حم خ) عن أبي هريرة
• (قال الله تعالى شتمني ابن آدم) الشتم هو الوصف بما يقتضي النقص والمراد بعض بني آدم وهم من أنكر البعث من العرب وغيرهم من عباد الأوثان والدهرية ومن ادعى أن لله