شعلته فسار وأتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم كلما حصدوا عاد كما كان فقال يا جبريل ما هؤلاء قال هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه ووجد ريحاً طيبة فقال يا جبريل ما هذه الرائحة قال هذه رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها بينما هي تمشط بنت فرعون إذ سقط المشط فقالت بسم الله تعس فرعون فقالت ابنة فرعون أولك رب غير أبي قالت نعم قالت أفأخبر بذلك أبي قالت نم فأخبرته فدعاها فقال لها الك رب غيري قالت نعم ربي وربك الله وكان للمرأة ابنان وزوج فأرسل إليهم فراود المرأة وزوجها أن يرجعا عن دينهما فأبيا فقال إني قاتلكما قالت إحساناً منك إلينا إن قتلتنا أن تجعلنا في بيت واحد وتدفننا جميعاً فقال ذلك لك بما لك علين من الحق فأمر ببقرة وهي إناء كبير من نحاس يشب الحلة فأحميت ثم أمر بها لتلقى فيها هي وأولادها فالقوا واحداً بعد واد حى بلغاو أصغر رضيع فيهم فقال يا أماه قعي ولا تقاعسي فإنك على الحق فألقيت هي وولدها قال وتكلم أربعة وهم صغار هذا وشاهد يوسف وصاحب جريج وعيسى بن مريم وقد تكلم في المهد جماعة غيرم قد وصلوا بالأربعة المذكورة عشرة ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعاً لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة فذكر عيسى وصاحب جريج وابن المرأة التي مر عليها بامرأة يقال لها زنت وفي صحيح مسلم في قصة أصحاب الأخدود أن امرأة جيء بها لتلقي في النار والتكفر ومعها صبي مرضع فتقاعست فقال يا أمه اصبري فإنك على لحق وفي رواية عد ابن قتيبة أنه كان ابن سبعة أشهر وروى الثعلبي عن الضحاك أن يحيى بن زكريا تكلم في المهد وذكر البغوي في تفسيره أن إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم تكلم في المهد وفي سيرة الواقدي أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم تكلم في أوائل ما ولد وقد تكلم في زمنه مبارك اليمامة وهو طفل كما في الدلائل فهؤلاء عشرة وأما قوله صلى الله عليه وسلم المروي في الصحيحين كما تقدم لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة إلى آخره فقال الزركشي من بني إسرائيل وقال غيره قاله قبل أن يعلم الزيادة وقد نظم أسماء المتكلمين في المهد العشرة الحافظ الجلال السيوطي رحمه الله تعالى فقال:

تكلم في المهد النبي محمد

• ويحيى وعيسى والخليل ومريم

ومبرى جريج ثم شاهد يوسف

• وطفل لذي الأخدود يرويه مسلم

وطفل عليه مر بالأمة التي

• يقال لها تزني ولا تتكلم

وماشطة في عهد فرعون طفلها

• وفي زمن الهادي المبارك يختم

وأتى على قوم ترضخ رؤسهم أي تدق وتكسر كلما رضخت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شيء فقال يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة المكتوبة ثم أتى على قوم على إقبالهم رقاع وعلى أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح الإبل والغنم ويأكلون الضريع وهو نبت بالحجاز له شوك كبار والزقوم ورضف جهنم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015