طست لأنه وإن كان نكرة فقد وصف بقوله من ذهب فقرب من المعرفة ويجوز أن يكون حالاً م الضمير في الجار لأن تقديره بطست ائن من ذهب أو مصنوع من ذهب فنقل الضمير إلى الجار (حكمة) أي علماً وحلماً (وإيماناً) أي تصديقاً وكمالاً استعد به لخلافة الحق ونصبهما على التمييز والمعنى أن الطست جعل فبها شيء يحصل بكمال الإيمان والحكمة فسمى حكمة إيماناً مجازاً أو مثلاً له بناء على جواز تمثيل المعاني كما يمثل الموت كبشاً (فأفرغها) أي الطست والمراد ما فيها (في صدري) صبها فيه (ثم أطبقه) غطاه وجعله مطبقاً وختم عليه (ثم أخذ بيدي) قال العلقمي استدل به بعضهم على أن المعراج وقع غير مرة لكون الإسراء إلى بيت المقدس لم يذكر هنا ويمكن أن يقال هو من اختصار الراوي والإتيان يثم المقتضية للتراخي لا ينافي وقوع أمر الإسراء بين الأمرين المذكورين وهما الإطباق والعروج بل يشير إليه وحاصله أن بعض الروا ذكر ما لم يذكره الآخر اهـ قال الشيخ نجم الدين الغيطي ثم أتى بالبراق مسرجاً ملجماً وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه مضطرب الأذنين إذا أتى على جبر ارتفعت رجلاه وإذا هبط ارتفعت يداه له جناحان في فخذيه يحفز بهما رجليه بحاء مهملة بعدها فاء فزاي قال في النهاي الحفز الحث والاستعجال فاستصعب عليه فوضع جبريل يده على معرفته ثم قال ألا تستحيي يا براق فوالله ما ركبك خلق أكرم على الله منه فاستحى حتى أرفض عرقاً أي جرى عرقه وسأل وقر حتى ركبها وكانت الأنبياء تركبها قبله وقال سعيد بن المسيب وغيره وهي دابة إبراهيم التي كان يركب عليها فانطلق به وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره وعند أبي سعيد فكان الآخذ بركابه جبريل وبزمام البراق ميكائيل فساروا حتى بلغوا أرضاً ذات نخل فقال له جبريل انزل فصل هنا ففعل ثم ركب فقال أتدري أين صليت قال لا قال صليت بطيبة وإليها المهاجرة فانطلق البراق يهوى به يضع حافره حيث أدرك طرفه فقال له جبريل انزل فصل ففعل ثم ركب فقال له جبريل أتدري أين صيلت قال لا قال صليت بمدين عند شجرة موسى ثم ركب فانطلق البراق يهوى به ثم قال انزل فصل ففعل ثم ركب فقال أتدري أين صليت قال لا قال صليت بطور سيناء حيث كلم الله موسى ثم بلغ أرضاً بدت له منها قصور فقال له جبريل انزل فصل ففعل ثم ركب فانطلق البراي يهوي به فقال له جبريل أتدري أين صليت قال لا قال صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى وبينما هو يسير على البراق إذ رأى عفريتاً يطلبه بشعلة من نار كلما التفت رأه فقال له جبريل ألا أعلمك كلمات تقولهن إذا قلتهن طفئت شلته وخر لفيه فقال بلى فقال جبريل قل أعوذ بوجه الله الكريم وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن فتن الليل والنهار ومن طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن فانكب لفيه وانطفت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015