عليه وسلم فإن يك فهي خير فسيلحقه الله بكم وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه وتلوم أبو ذر على بعيره فطا ابطأ عليه أخذ متاعه فحمله على ظهره ثم خهرج يتبع أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ماشياً فنظر ناظر من المسلمين فقال يا رسول الله إن هذا الرجل يمشي على الطريق وحده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كن أبا ذر فلما تأمله القوم قالوا يا رسول الله هو والله أبو ذر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده وسبب الوحدة ما أخرجه البخاري عن زيد بن وهب قال مررت بالربذة بفتح الراء والباء الموحدة والذال المعجمة مكان بين مكة والمدينة فإذا أنا بأبي ذر رضي الله عنه فقلت له ما أنزلك منزلك هذا قال كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في الذين يكنزون الذهب والفضة الآية قال معاوية نزلت في أهل الكتاب فقلت نزلت فينا وفيهم وكان بيني وبينه في ذلك ما كان فأشار إليّ عثمان بنزولي في هذا المنزل وكان أبو ذر يحدث الناس بالشام ويقول لا يبيتن عند أحدكم دينار ولا درهم إلا ما ينفقه في سبيل الله أو يعده لغريم فكتب معاوية إلى عثمان إن كان لك بالشام حاجة فابعث إلى أبي ذرك فكتب إليه عثمان أن أقدم إليّ فقدم المدينة فكثر عليه الناس حتى كأنهم لم يروه قبل ذلك فخشي عثمان على أهل المدينة من مذهبه الشديد كما خشي على أهل الشام فأشار إليه بإقامته بالربذة لأنه كان يألفها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفيه من الفوائد أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة لاتفاق أبي ذر ومعاوية على أن الآية نزلت في أهل الكتاب وفيه ملاطفة الأئمة للعلماء فإن معاوية لم يجسر على الإنكار عليه حتى كاتب من هو أعلى منه وتقديم دفع المفسدة على جلب المصلحة لأن في بقاء أبي ذر بالمدينة مصلحة كبيرة من بث علمه في طالب العلم ومع ذلك ترجح عند عثمان دفع ما يتوقع من المفسدة بالأخذ بمذهبه الشديد في هذه المسئلة ولم يأمره مع ذلك بالرجوع عنه لأن كلا منهما كان مجتهداً وعن ابن مسعود قال لما نفى عثمان أبا ذر إلى الربذة وأصابه بها قدره لم يكن معه أحد إلا امرأته وغلامه فأوصاهما أن غسلاني وكفناني ثم ضعاني على قارعة الطريق فأول ركب يمر بكم فقولوا هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعينونا على دفنه فلما مات فعلا ذلك به وأقبل عبد الله بن مسعود في رهط من أهل العراق عماراً فلم يرعهم إلا الجنازة على ظهر الطريق قد كادت الإبل تطؤها وقام إليهم الغلام فقال هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعينونا على دفنه قال فاستهل عبد الله يبكي ويقول صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم تمشي وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك ثم نزل هو وأصحابه فواروه (الحارث) بن أسامة عن (أبي المثنى مرسلاً)

• (عيادة المريض أعظم أجراً من اتباع الجنازة) لأن فيها جبر خاطر المريض وأهله (فر) عن ابن عمر

• (عينان لا تمسهما النار أبداً) أي لا تمس صاحبهما (عين بكت من خشية الله) أي من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015