وهذا الذكر من الحيوان الناطق لا يزال هائجاً عليهما مزبداً لا غماً راغياً متزغّماً هادراً محمحماً مبقبقاً زاغداً مُلْعباً جالباً لاجباً وربما جنّ أيضاً. وما ذلك إلا لمجرد وهم أنهما بأهدافهما تعينانه على خسق الهدف من قُبُل وإلا فما سبب هذا الجنون. نعم وتعلم أيضاً أن هذا الموضع مع كونه في حيّز الجسم الأسفل فهو، موازٍ لخط الرأس ارتفاعاً إشارة إلى أن تسفله لا يحط من قدره ورفعته. حتى لو فُرض أنه جعل عند الرجلين لبقيت له هذه المنزلة والاعتبار بعينه. حتى أن بعض النساء يرين أن كشفه أوْلى من كشف الفم لأنه أقلُّ أذى منه. إذ لم يعلم إلى أن أحداً قُتل بفلتة منه فأما فلتات اللسان القتّالة فلا تعدُّ ولا تحصى. وبناء على ذلك كن يتعمّدن الخروج في اليوم الراح وهو عندهنَّ من الأعياد المباركة، وبعضهن يرين إنه جدير بالحلي والزينة والتنقيش سواء كان ظاهرا او مستورا. قال بعض السّتاهين.
يا سائلي عن أي جز ... ء في المليح اجملُ
لقد روى استأذنا ... نصف الجمال الكفل
قال وذلك لاشتماله على أشكال كثيرة، لأنك إذا اعتبرت ذروة الرانفة وحدها ظهر لك الشكل المخروط، وإذا اعتبرتها مزدوجة بالأخرى تبّين لك نصف دائرة أو شكل هلالّي، وإذا نظرت من نقطة العيسب إلى غاية ما يوازيها من سطح الشق الواحد بدا لك المستوى أو المسطح، أو منه إلى مادون ذلك قابلك المقبّب والخط المنحني، وإذا اعتبرته مع الإكباب واجبك المجوّف وهلم جرّا. وليس من سائر أعضاء البدن من الأشكال ما لهذا. قلت ما أشوق قول الشيخ ناصيف اليازجي الأديب المشهور.
وتموّجت أردافها فأخو الهوى ... بين اضطراب الموجتين غريق.