ثم أن الظاهر من وجود اسم المرفد في لغتنا هذه الجليلة، ومن قول صاحب القاموس المخدّم رباط السراويل عند اسفل رجل المرأة، أن لباس نساء العرب قديماً كان كلباس نساء الشام الآن. أو لعله كان خاصّاً بالحواريات غير أن قول المتنبي، وأعفّ عما في سراويلاتها، يفيد التعميم، بناء على تغزّله بالباديات كما أشار إليه بقوله، وفي البداوة حسن غير مجلوب، وقد تقدم، قال القاموس الدبر بالضم وبضمتين نقيض القبل ومنكل شيء عقبه ومؤخره- والإست والظهر، قلت أسماء حروف هذه اللفظة لها معانٍ وهذه الحروف كيفما قلبتها ظهر لك منها أيضاً معنى، وكذا إذا جمعت بين كل حرفين منها، وعددها بحساب الجّمل مزدوج إشارة إلى ازدواج الجهتين، كما أن الضمتين إشارة إلى الثقل والرزانة، ومادتها من اغرز الموادّ، وهل وضعها مؤخر عن المؤخر أو متقدم عليه أو اشتقاقها من قولهم جئتك دبر الشهراي آخره واشتقاق هذا منها خلاف، والظاهر أن الأمور المعنوية الاعتبارية مشتقة من الحسّية وبقي الخلاف في اشتقاقها من عقب الشيء، وقد ورد في القرآن ولّوا الأدبار، وأنكرها المطران أتاسيوس التوتنجي في كتاب الحكاكه، واعلم إن العرب قد وضعت للدبر ما ينيف على تسعين لفظة ما بين اسم ولقب وكنية. فمن أسمائها ما تقدم في إثارة الرياح ومن بعض كناها أمّ سُوَيد وأمّ العِزْم وأمّ خنَّوْر. فلولا أنهم أنزلوا منزل الأسد والسيف والخمر في البأس الفتك والإسكار لما خصّوها بذلك لا يَرد هنا ما قاله ذلك الأعرابي في السنّور لعنه الله ما أكثر أسماءه وأقّل ثمنه. فإنّا نقول إن قلة ثمن الحيوان لكثرة وجوده لا يقدح في قيمته ومنافعه. وإن كثرة أسمائه هي من حمل النظير على النظير لحصول المشابهة بينه وبين أمّ أمَّ سويد. من جهة أن السنّور هو من الحيوانات الكثيرة النتاج. ومن طبعه اللعب والهراش وإن يكن يعقبه غير مرة خدش وإدماء. وخمش وإصماء. وحمش وإعماء. وله تحمّل على المكاره والأذى حتى قيل أن له سبعة أرواح ولا يعجزه صعود شرف ولا هبوط هوة. وإنه إذا شمّ رائحة شيء أعجبه من الطعام تسلق على الجدار ودخل أضيق مكان حتى يظفر به. وإنه إذا مرَّت عليه يد نفَّش ذنبه واخذ في خرخرة وهينمة تفصح عن رضاه باللمس. ومن طبعه أيضاً النظافة والأكل خفوة حياء أو خوفا. فإن أبيت إلا المشاحة كما هو دابك من أول هذا الكتاب بأن قلت ما بال أسماء الداهية والعجوز إذاً كثيرة وأسماء الشمس والقمر قليلة إذا كانت التسمية مبنيّة على جلالة المسمى أو نفعه. قلت أما كثرة أسماء العجوز فباعتبار أنها كانت صبية أو أنها تكون ذريعة لها. وأما الداهية فباعتبار خشيتها. والإجلال قد يكون عن خشية كما يكون عن مقة. فأما الشمس والقمر فأسماؤها كثيرة جداً غير إنها لم تشتهر عندنا وليس ذلك بأول ظلم فعله الناس في حق اللغة كما بيَّنته في كتاب آخر ثم هذه جملة الأسماء والصفات التي وضعت لامّ ام سويد وقد بذلت الجهد في استقرائها وهي الأثيثة الخبنْداة الراجح الرَّجاح الرَّداح الدُلَخة البهَيْر الشَوْترة العَجِزة العَجْزاء والمُعجَّزة الدَّهاس الدَهساء البَوْصاء اللفَّاء الركراكه الزكزاكه الوكواكه الضِبرك الضنَّاك العَضنَّك الوَرْكاء الوَركانة الثَّقال الجزلة السجلاء المكفال الهركولة المؤكَّمة الألياء الأليانة ومن الغريب أن صاحب القاموس ذكر الأستة والسّتاهي ولم يتكرم علينا بمؤنثهما فإنا أنبتهما هنا عن أذنه: ومن ذلك نفج الحقيبة. ذات الأهداف. ذات التأكيم ذات الرضراض من نسوة بلاخ. ولك أن تقول بَلخاء وأن يذكرها الفيروز أبادي إلا بمعنى الحمقاء. هذا ما عدا ما يشير إلى هذه الغبطة والسعادة من الألفاظ إشارة صريحة نحو الجعباء الضخمة الكبيرة.

الجَلَنْباء السمينة وكذا الخُنضبة والخَضْعَبة والكبْكابة والحوثاء والوَعثة.

الخِدَبّة الضخمة.

الدِخْدبة المكتنزة.

السَرْهَبَة الجسيمة.

الطُباخيَّة الشابة المكتنزة.

اللبُاخيَّة اللحمية وكذا الدعِكاية.

المُبرْندة الكثيرة اللحم ومثلها الهُدكورة.

الثَأدة المكتنزة الكثيرة اللحم.

الثَهْمَد السمينة العظيمة.

الرَجْراجة التي يترجرج عليها لحمها.

الضَّمْعَج المرأة الضخمة التامة.

البَيْدَج البادن وكذا البَلْدج.

الدَّحوح العظيمة.

الدُمْلحة الضخمة التارة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015