- فهل أحدى منكم - ويرفعون أصواتهم بذلك حتى يدخلون - وماشيين - والمسميين - وحتى يشقون - ومنحنيون - وأنهم يكونوا - ولا اعتاض - أي لأعتاض. أو أنه يجهل بحور الشعر فيجعل الكامل هزجاً والطويل مديداً وما شبه ذلك. ومن العجب أن الشيخ الموما إليه أورد هذين البيتين وهما:
أبرك الأيام يوم قيل لي ... هذه طيبة هذه الكُشُبُ
هذه روضة طه المصطفى ... هذه الزرقا لديكم فاشربوا
قال والياء في هذي بدل عن الهاء فلما قرأهما بعض التلامذة على مسيو كُسان دو برسفال "Caussin عز وجلe Perceval" أحد المدرسين العظام أصلح قوله طه بوطا وفسرها بوط الرجل. وأبدل الهاء من قوله هذه الزرقا ياء وذلك لقول الشيخ والياء في هذي بدل عن الهاء فانكسر الوزن. وترك لفظة الزرقا غير مصححة فإن مسيو بيرون وضع بعد الألف همزة فانكسر بها الوزن أيضاً. وحق وط أن تكتب بغير ألف.
تنبيه من عادة الأساتيذ المزبورين ومن أشبههم ممن ألف في العربية شيئاً أن يعتذروا عن أغلاطهم الفاضحة بالتورك على الطبّاع أو على صفّاف الحروف بأن يقولوا أن وقوع الغلط إنما ينشأ عن جهلهما باللغة كما ذكر لي ذلك الكنت الكس دكرانج "صلى الله عليه وسلمllix عز وجلesgrange" نقلاً عن الأستاذ كسان دبرسفال وهو عذر أقبح من ذنب فإن الصفّاف كيفما وجهته اتجه ومهما ترسم له يمتثله ألا ترى أن المسيو بيرو "M. Perrault rue de Castellane 15 Paris" ومع كونه لم يعرف من اللغة العربية شيئاً فقد امتثل كل ما رسمنا له في كتابنا هذا من التصحيح والتبديل بغاية التأني وبذل مجهوده في صف الحروف وجودة الطبع حتى جاء بحمد الله أحسن ما طبع بلغتنا في البلاد الإفرنجية فلهذا ننوه باسمه عند كل من شاء أن يطبع شيئاً بالعربية ولا شك أنهم يحمدون سعيه ويرضون عن صنعه وإن لم يكن في المطبعة السلطانية وكفى بحسن العمل وصاة.