التردد- إلى تجاوز الأمر المشروع وهو السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى دعائه، فقال صلى الله عليه وسلم: "لا تجعلوا قبري عيدا" ولما كان الغرض من ذلك التردد هو السلام على رسول الله، قال: "وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم". فلا فرق في حصول المقصود بين البعيد والقريب، وهل يستطيع المسلمون جميعا الوصول إلى المدينة للسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن ذلك صعب، والدين يسر، وهذا ما فهمه السلف الصالح من تلك النصوص، فعلي بن الحسين رحمه الله حينما رأى ذلك الرجل يدخل في تلك الفرجة ويدعو نهاة، وذكر له الحديث.

وقد سبق أن ذكرت عند الحديث عن الآيات الواردة في النهي عن التعامل بالربا، أنني سوف أتحدث بعد الانتهاء من الحديث عن الربا، عما أحدثه بعض الناس من الأمور الممنوعة- باسم الرقية المشروعة، مما لم يكن معروفا بصورته الحالية عند السلف.

أيها المسلم إن الربا من الكبائر التي ورد فيها الوعيد الشديد، ولتنفير المسلم

من تلك المعاملة الضارة بالأفراد والمجتمع، فإن الله عز وجل مثل آكل الربا حين بعثه من قبره يوم القيامة، بحال المصروع الذي يتخبطه الشيطان من المس، فيبعث من قبره وهو بهذه الحالة المزعجة التي يشاهدها الناس في هذه الحياة الدنيا، من حال المصروع حيث قال تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} فهذه الآية الكريمة قد دلت على أن الجن قد يحدث منهم تلبس ببعض الإنس، وأنه عند تلبسه بالإنسان يصرعه ويتخبطه.

وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة، ولم ينكر تلبس الجن للإنس إلا أصحاب البدع. الذين يقدمون عقولهم على نصوص الكتاب والسنة، المعتزلة ومن يسنك مسلكهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015