الوصية الأولى: حماية عقيدة المسلم من الشكوك والأوهام ولم ينكر تلبس الجن للإنس إلا أهل البدع
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فإن النصوص الشرعية، والقواعد العامة المأخوذة من الكتاب والسنة قد حثت على المحافظة على عقيدة المسلم وأخلاقه وسلوكه، وذلك بإبعاده عما يدفعه إلى الشكوك والأوهام، ويؤدي به في آخر المطاف إلى ما يخدش في عقيدته وإيمانه. ولهذا بوب الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد فقال: "باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إليه" وأورد تحته النصوص الدالة على ذلك، منها حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم " رواه أبو داود.
وحديث علي بن الحسين: أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي لصلى الله عليه وسلم، فيدخل فيها فيدعو، فنهاه وقال: ألا أحدثكم حديثا سمعته من أبي عن جدي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تتخذوا قبري عيدا، ولا بيوتكم قبورا، وصلوا علي، فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم " 1 رواه في المختارة.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم - نهى المسلم من كثرة التردد على قبره صلى الله عليه وسلم وجعله عيدا لأن العيد هو الذي يعود ويتكرر في السنة، أو في الأسبوع، خوفا من أن يؤدي به ذلك