والناس، فقد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث: هذا من عطف الخاص على العام، لأنه يقصد بالمعوذات سورة الإخلاص، والفلق، والناس، وهي من القرآن.

وقد اتبع البخاري ذلك الباب بقوله "باب الرقى بفاتحة الكتاب" وأورد تحته حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتو على حي من أحياء العرب، فلم يقروهم - أي لم يضيفوهم - كما في الرواية الأخرى، فبينما هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك، فقالوا: "هل معكم من دواء أو راقي؟ " فقالوا: "إنكم لم تقرونا، ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلا"، فجعلوا لهم قطيعا من الشاء، فجعل يقرأ بأم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل، فبرأ، فأتو بالشاء، فقالوا: "لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فسألوه، فضحك وقال: "وما أدراك أنها رقية، خذوها واضربوا لي بسهم" 1.

كما اتبعه بباب الشروط في الرقية بفاتحة الكتاب، وأورد تحته رواية ابن عباس في نفس القصة2.

وهذا الحديث الذي فيه النص على الرقية- بفاتحة الكتاب.

وهي: الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. إلى آخر السورة، وقد شفى الله ذلك اللديغ - الذي- لدغته، حية أو عقرب، بإذن الله - بتلك الرقية من أبي سعيد الخدري رضي الله عنه حيث رقاه بفاتحة الكتاب، وأقره الرسول صلى الله عليه وسلم على تلك الرقية وعلى أخذ الجعل عليها.

والسؤال - إذا كانت الرقية مفيدة بإذن الله - بفاتحة الكتاب، أليس كل مكلف من المسلمين يؤدي الصلاة المفروضة، يحفظ فاتحة الكتاب ففي كل مدينة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015